من الورق إلى البوليكربونات: تطور جواز السفر الصومالي.

مقديشو (بوابة الصومال) — شهد جواز السفر الصومالي خلال العقدين الماضيين تحولاً جذرياً، حيث انتقل من وثيقة ورقية هشة إلى جواز إلكتروني حديث مصنوع من مادة البوليكربونات عالية الأمان، في خطوة تعكس التزام البلاد بتعزيز التحول الرقمي في أنظمة الهوية والخدمات العامة.

ففي عام 2007، أطلقت الحكومة أول جواز سفر صومالي إلكتروني بعد الحرب الأهلية، ما مثّل عودة لإدارة الهوية الوطنية بعد سنوات من التشتت الإداري. كان الجواز آنذاك إلكترونياً في بنيته العامة، لكنه ظل محدود الإمكانات من حيث المواد المستخدمة وعناصر الأمان، مما جعله عرضة للتلف.

وفي عام 2014، تم إصدار الجيل الثاني من الجواز الصومالي، حيث أُضيفت إليه شريحة إلكترونية تحتوي على بيانات بيومترية وصورة رقمية لحامل الجواز، مما ساهم في تحسين عمليات التحقق عند الحدود، وإن بقيت تحديات المتانة والتصميم قائمة.

أما اليوم، ومع الإعلان عن الجيل الثالث من الجواز، تدخل الصومال مرحلة جديدة من التطوير. فالجواز الجديد سيكون مصنوعاً من مادة البوليكربونات المقاومة للتلف، ومزوداً بتقنيات التوقيع الرقمي والتشفير البيومتري والنقوش الليزرية التي تجعل تزويره شبه مستحيل. كما سيحمل تصميماً وطنياً حديثاً مستوحى من علم الصومال وثقافتها وشعارها الوطني.

وتؤكد وكالة الهجرة والجنسية أن الجواز الجديد سيُعزّز ثقة المجتمع الدولي بوثائق الهوية الصومالية، ويُكرّس السيادة الرقمية للبلاد في إطار بناء مؤسسات حديثة وآمنة.

إن الانتقال من الورق إلى البوليكربونات لا يُمثل مجرد تحديث تقني، بل هو رمز لمسار نهوض الدولة الصومالية نحو منظومة رقمية آمنة تُعزّز حركة المواطنين وتحمي هويتهم في الداخل والخارج.