مقديشو ( بوابة الصومال) — أعلنت ثلاثة من أبرز الأحزاب السياسية في الصومال — سمادون (Samadoon, ) و طولكا هويو Dhulka Hooyo),
و حقسور (Xaqsoor
انسحابها رسمياً من الحوار الانتخابي مع الحكومة الفيدرالية، في خطوة وصفها محللون بأنها انتكاسة كبيرة لانتخابات مجلس بلدية بنادر المرتقبة.
وجاء في بيان مشترك صدر في مقديشو أن الأحزاب الثلاثة، المسجلة ضمن الإطار القانوني للأحزاب السياسية في البلاد والمصنفة ضمن 61 حزباً معترفاً بها رسمياً، قررت الانسحاب الكامل من المفاوضات التي استمرت شهرين مع السلطات الفيدرالية، والتي كانت تهدف إلى معالجة الملاحظات الفنية والإجرائية المتعلقة بتسجيل الناخبين وضمان شفافية العملية الانتخابية في إقليم بنادر.
واتهمت الأحزاب الحكومة برفض السماح بإجراء تدقيق فني مستقل لسجل الناخبين، معتبرة أن ذلك يقوض الثقة العامة في نزاهة الانتخابات. وجاء في البيان:
“لا يمكننا المشاركة في عملية تُقصي القوى السياسية الرئيسية وتفتقر إلى الشفافية في تسجيل الناخبين.”
وأضافت الأحزاب أن “نزاهة هذه الانتخابات تضررت بسبب القرارات الأحادية الصادرة عن السلطات الحاكمة.”
ويأتي هذا التطور في مرحلة سياسية حساسة، حيث عبّر عدد قادة المعارضة من لينهم رؤساء ورؤساء وزراء سابقين عن شكوكهم في مصداقية الانتخابات المقبلة، مما زاد من حدة التوتر بين الحكومة وكتل المعارضة.
كما يتزامن الانسحاب مع إعلان اللجنة الفيدرالية للانتخابات تأجيل انتخابات المجالس المحلية إلى 30 نوفمبر 2025، مشيرة إلى أن التأجيل جاء لأسباب فنية ولوجستية، وأن نحو مليون ناخب سجلوا أسماءهم للمشاركة — وهو رقم قياسي للعاصمة.
وحذّر مراقبون سياسيون من أن انسحاب أحزاب سمادون وطولكا هويو وحقصور قد يؤدي إلى تراجع الثقة الشعبية في العملية الانتخابية، ويزيد من صعوبة تحقيق التوافق الوطني بشأن الانتقال إلى نظام “صوت واحد لكل مواطن”.
وأشار المحللون إلى أن استئناف الحوار وبناء الثقة بين الحكومة والأطراف السياسية سيكونان ضروريين للحفاظ على التقدم الديمقراطي الهش في البلاد وضمان أن تكون الانتخابات المقبلة خطوة حقيقية نحو الاستقرار السياسي الوطني.


