الخرطرم ( بوابة الصومال)— شهدت العاصمة السودانية الخرطوم صباح الثلاثاء سلسلة من الهجمات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع حيوية من بينها مطار الخرطوم الدولي، وذلك قبل أيام فقط من الموعد المقرر لإعادة افتتاحه أمام الرحلات الداخلية بعد أكثر من عام من الإغلاق.
وذكرت وسائل إعلام محلية، بينها موقع راكوبة نيوز، أن سكان عدة أحياء في العاصمة سمعوا أصوات ما لا يقل عن 11 طائرة مسيّرة، أعقبها انفجارات متعددة قرب المطار ومحطة تحويل كهرباء مجاورة. وأفاد شهود عيان بأن أعمدة الدخان تصاعدت من المنطقة، فيما لا تزال طبيعة الانفجارات غير واضحة — سواء كانت ناجمة عن إصابات مباشرة أو اعتراض الدفاعات الجوية للطائرات المسيّرة.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة على إعلان هيئة الطيران المدني السودانية نيتها استئناف الرحلات الداخلية المحدودة يوم الأربعاء. وكان المطار قد توقف عن العمل منذ أبريل 2023 عندما اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما تسبب في دمار واسع بالعاصمة.
وكانت إعادة الافتتاح المقررة تُعد خطوة رمزية من قبل السلطات الفعلية في السودان بقيادة الجيش، لإظهار قدرتها على استعادة السيطرة على الخرطوم، خاصة بعد انسحاب جزئي لقوات الدعم السريع من أجزاء من المدينة في وقت سابق من هذا العام. وخلال الأشهر الماضية، عمل مهندسون وفنيون على إعادة تأهيل أجزاء من المطار وإصلاح أنظمة الملاحة الجوية التي تضررت خلال المعارك السابقة.
وحذّرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الإنسانية من أن تجدد القتال في الخرطوم قد يؤدي إلى تقويض جهود السلام الهشة ويُفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة. ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا منذ اندلاع الحرب في عام 2023، مما يجعل السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.
حتى مساء الثلاثاء، لم تُصدر السلطات السودانية — سواء الجيش أو هيئة الطيران المدني — أي بيان رسمي بشأن حجم الخسائر أو الأضرار التي خلفتها الضربات.
