مبتكر كيني يفوز بجائزة لتطبيق يترجم الكلام إلى الإشارة.

نيروبي ( بوابة إفريقيا) – فاز المبتكر التكنولوجي الكيني إيلي سافاتيا، البالغ من العمر 25 عامًا، بجائزة الأكاديمية الملكية للهندسة لعام 2025 للابتكار الهندسي في إفريقيا، حاصدًا جائزة مالية قدرها 50 ألف جنيه إسترليني (نحو 8.6 مليون شلن كيني).

وتمكّن سافاتيا من الفوز بفضل مشروعه «تِرب 360» (Terp 360)، وهو منصة رقمية تستخدم الذكاء الاصطناعي وصورًا ثلاثية الأبعاد لترجمة الكلام والنصوص إلى لغة الإشارة بشكل فوري، مما يسهم في سد فجوة التواصل الطويلة بين مجتمع الصم وباقي أفراد المجتمع.

ويُوصف التطبيق غالبًا بأنه «ترجمة غوغل للغة الإشارة»، إذ يمكّن الصمّ والمبصرين من التواصل مباشرة دون الحاجة إلى مترجم فوري. وتُوّج المشروع كأفضل ابتكار بين أربعة متأهلين نهائيين من مختلف أنحاء القارة، خلال حفل أقيم في دكار، السنغال، في 16 أكتوبر.

وقالت ريبيكا إنونشونغ، رئيسة لجنة التحكيم، إن ما ميّز مشروع إيلي هو مستوى الابتكار العالي، مضيفة: “هذا المشروع يُثبت أن الأفارقة قادرون على استخدام أحدث التقنيات لحل مشكلات محلية وعالمية على حد سواء.”

وجاءت فكرة التطبيق بعد أن لاحظ سافاتيا الصعوبات التي يواجهها الصم في كينيا بسبب قلة المترجمين، ما يحد من فرصهم في الرعاية الصحية والتعليم والخدمات القانونية وفرص العمل. وأوضح أن كثيرًا من الشركات لا تمتلك الموارد لتوظيف مترجمين أو تطوير أدوات تواصل بديلة، مضيفًا: “نحن نعتبر أنفسنا وسيلة تمكين، نقدم لغة الإشارة على نطاق واسع.”

ويُترجم التطبيق حاليًا اللغتين الإنجليزية والسواحيلية إلى لغة الإشارة الكينية، ويضم أكثر من 2300 إشارة مسجلة باستخدام تقنية تتبّع الحركة. ولتسريع التطوير، أنشأ الفريق استوديو لتسجيل الحركة في نيروبي قادرًا على تسجيل ما يصل إلى 1000 كلمة جديدة يوميًا.

ويهدف الفريق إلى إضافة لغات الإشارة الرواندية والأوغندية والجنوب أفريقية والبريطانية والأمريكية بحلول منتصف عام 2027. وتمتاز المنصة بتركيزها على لغات الإشارة الإفريقية والتعبيرات الثقافية المحلية والدقة السياقية، وهو ما يجعلها مختلفة عن الأدوات العالمية المشابهة.

وتُعد جائزة Africa Prize من أرقى الجوائز القارية في مجال الهندسة، وتُمنح للمشروعات التي تقدّم حلولًا عملية قابلة للتوسع للتحديات الإفريقية. وأشادت لجنة التحكيم بعمل سافاتيا، مؤكدة أنه “يمتلك حلاً حقيقيًا قادرًا على تغيير حياة الناس.”

ويعتزم سافاتيا استخدام الجائزة لتوسيع المشروع في عدة دول إفريقية، بما يعزز الوصول الرقمي ويساعد ملايين الصم على التواصل بسهولة عبر التكنولوجيا الحديثة.