مجموعة الأزمات الدولية تدعو واشنطن إلى تغيير سياستها تجاه الصومال.

مقديشو (بوابة إفريقيا)- في تقرير جديد، دعت مجموعة الأزمات الدولية (ICG) الولايات المتحدة إلى تجاوز نهجها العسكري القائم على الضربات الجوية وعمليات مكافحة الإرهاب، واعتماد مقاربة شاملة تركز على الحكم الرشيد والإصلاح السياسي وبناء المؤسسات.

وأوضحت المجموعة، في تقريرها المعنون «إعادة تشكيل سياسة إدارة ترامب تجاه الصومال»، أن اعتماد واشنطن لسنوات على الضربات الجوية ودعم قوات الكوماندوز الخاصة “دَنَب” لم يحقق استقرارًا مستدامًا، بل ساهم في إضعاف الحكومة الفيدرالية الهشة وخلق فراغات أمنية استغلتها حركة الشباب لتوسيع نفوذها.

وأوصى التقرير بوضع إستراتيجية متكاملة تربط بين الدعم الأمني والإصلاحات السياسية والتنموية والمؤسسية، داعيًا واشنطن إلى تعزيز الحكم المحلي وتمكين الولايات ودعم المجتمع المدني والإعلام المستقل لترسيخ الوحدة والشرعية الوطنية. كما شدّد على ضرورة التنسيق مع الشركاء الإقليميين، بمن فيهم الاتحاد الإفريقي والدول المجاورة، لتجنّب تحويل الصومال إلى ساحة تنافس دولي.

وحذّرت المجموعة من أن الاعتماد المفرط على الأدوات العسكرية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، من خلال تغذية الفساد وإضعاف ثقة المواطنين وتعميق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تستغلها الجماعات المتشددة في التجنيد.

وختم التقرير بالتأكيد على أن النجاح في الصومال لا ينبغي أن يُقاس بهزيمة حركة الشباب عسكريًا فقط، بل ببناء دولة صومالية مستقرة وقادرة على تحقيق السلام والحكم الرشيد والتعاون الإقليمي في القرن الإفريقي.