شاطئ ليدو يتحول من رمزٍ للخوف إلى مساحةٍ للأمل.

مقديشو ( بوابة الصومال) – بعد أن كان شاطئ ليدو في مقديشو رمزًا للحوادث والمآسي، أصبح اليوم مركزًا لتمكين الشباب، حيث يساعد مدربون محترفون جيلًا جديدًا من الصوماليين على تحويل البحر من مصدرٍ للخطر إلى فضاءٍ للتعلم والأمان والسكينة.

من الخوف إلى الطمأنينة

يقول الشاب محمد موسى، وهو أحد هؤلاء المتعلمين الجدد، إنه كان يخشى البحر طويلًا، قبل أن يتحول بالنسبة له إلى ملاذٍ يخفف ضغوط الحياة اليومية.
ويضيف: «من بين كل المهارات التي تعلمتها في حياتي، كانت السباحة هي الأفضل. في السابق، كان الذهاب إلى البحر مع العائلة أشبه بمغامرة مليئة بالمخاطر. أما الآن، فأراه فرصة للاسترخاء والراحة».

تغيير المفاهيم بالتعلم

أما شرماركي خضر عثمان، وهو متدرب آخر في دورة السباحة، فيتحدث عن تحوّل نظرته إلى البحر بعد أن قرر كسر حاجز الخوف.
ويقول: «كنت أرى أطفالًا أصغر مني يسبحون في كل مكان، ولم أستطع أن أتحمل ذلك أكثر. لذلك ذهبت إلى المدرب “محمد شيني” وطلبت منه أن يعلّمني السباحة بطريقة صحيحة».

قصة شرماركي ومحمد تعبّران عن جيلٍ جديد يدرك أن السباحة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل مهارة إنقاذٍ أساسية قد تنقذ الأرواح في بلدٍ يطل على واحدٍ من أطول السواحل الإفريقية.

مدربون مهرة وتجربة أكثر أمانًا

يقول محمد شيني، أحد مدربي السباحة في شاطئ ليدو، إن السنوات الأخيرة شهدت تحوّلًا ملحوظًا في أسلوب التدريب ونتائجه.
ويشرح: «في الماضي، كان تعلم السباحة يستغرق قرابة عام كامل، وكان كثير من الطلاب يفقدون الحماسة. أما اليوم، ومع وجود مدربين مؤهلين وخطط تدريب واضحة، يمكننا تعليم السباحة بثقة خلال أيام قليلة فقط».

ويؤكد أن انتشار الوعي ووجود كوادر تدريبية مدرّبة جعل تجربة التعلم أكثر أمانًا وسرعة، مما يفتح أمام الشباب فرصًا حقيقية لاكتساب مهارات حياتية ضرورية.

المخاطر الخفية تحت الأمواج

وفقًا لبيانات وزارة الثروة السمكية الصومالية، فقد لقي أكثر من عشرة شبان حتفهم في حوادث غرقٍ بشاطئ ليدو في شهر مايو الماضي وحده — وهو رقم يذكّر بخطورة البحر حين يغيب الوعي ومهارات الإنقاذ.
وتشير هذه الحوادث إلى حقيقة أساسية: أن الشواطئ ليست مجرد أماكن للترفيه واللهو، بل قد تتحول إلى مصدر خطرٍ ما لم يمتلك مرتادوها المهارات اللازمة للتعامل مع الطوارئ في المياه.

وبينما تتواصل الجهود لنشر ثقافة السباحة والتدريب المنظم، يأمل الصوماليون أن يصبح شاطئ ليدو رمزًا لحياةٍ جديدةٍ وآمنة — حيث لا يعود البحر مصدر خوف، بل نافذة للأمل والثقة بالنفس.