تعيين أوبورو أودينغا قائداً مؤقتاً لحزب ODM بعد وفاة شقيقه رايلا

نيروبي (بوابة الصومال )- في خطوة سريعة ومدروسة لتفادي فراغٍ قيادي عقب وفاة زعيم الحزب رايلا أودينغا، أعلن قادة حزب الحركة الديمقراطية البرتقالية (ODM) تعيين الدكتور أوبورو أودينغا، الشقيق الأكبر للزعيم الراحل، قائداً مؤقتاً للحزب.

وُصِف القرار بأنه إجراء مؤقت ريثما تصدر توجيهات إضافية من هيئات الحزب، ويُنظر إليه على أنه خطوة استراتيجية للحفاظ على الاستقرار والوحدة داخل الحزب خلال فترة الحداد والانتقال السياسي.

ويأتي هذا التعيين في وقت حساس، إذ يترك رحيل رايلا فراغاً كبيراً في قيادة الحزب الذي ارتبط اسمه به لعقود، كونه الزعيم التاريخي والرمز الأبرز للمعارضة الكينية.
وقد عبّر مراقبون عن خشيتهم من أن يؤدي تأخير القرار إلى انقسامات داخلية أو ارتباك سياسي في صفوف الحزب.

وباختيار الدكتور أوبورو أودينغا — السياسي المخضرم وعضو الحزب منذ تأسيسه — تسعى القيادة إلى خيار يجمع بين الرمزية والخبرة، إذ يحمل الاسم إرث العائلة السياسية، ويوفر للحزب استمرارية معنوية وتنظيمية إلى حين إجراء ترتيبات دائمة لاحقاً.

وفي كلمته أمام أعضاء الحزب ووسائل الإعلام، دعا نائب زعيم الحزب ومحافظ كيسيي، سيمبا أراتي، إلى التحلي بالوحدة والانضباط قائلاً: “هذا ليس وقت الخلافات أو الصراعات الداخلية، بل لحظة للتكاتف وتكريم زعيمنا الراحل بالتماسك والولاء لقرارات القيادة.”

كما عبّر محافظ ممباسا عبدالصمد نصير عن الموقف ذاته قائلاً: “نمر بمرحلة صعبة، لكن هذا هو الوقت الذي تظهر فيه وحدتنا. يجب ألا نسمح للحزن بأن يفرقنا، بل أن نسير معاً كعائلة سياسية واحدة لحماية ما بناه رايلا أودينغا.”

ويُنظر إلى هذا القرار على أنه محسوب سياسياً أيضاً، إذ يطمئن القواعد الشعبية المخلصة لعائلة أودينغا ويؤكد أن قيادة الحزب ما زالت متمسكة بمبادئه التأسيسية. ومع ذلك، فإن الصفة المؤقتة للتعيين تعكس استمرار المشاورات داخل الحزب، تمهيداً لاختيار قيادة دائمة بعد انتهاء فترة الحداد.

ويرى المراقبون أن سرعة استجابة الحزب تعكس وعياً سياسياً بالمخاطر المحتملة، إذ كان التأخير في اتخاذ القرار قد يفتح الباب أمام صراعات نفوذ داخلية طالما أضعفت أحزاب المعارضة في كينيا. وباختيار شخصية تحظى بالاحترام، يسعى الحزب إلى كسب الوقت ومنع الانقسامات.

ومع ذلك، فإن الطريق نحو قيادة دائمة لن يخلو من التحديات، إذ ستحتاج المرحلة المقبلة إلى توازن دقيق بين الوفاء لإرث أودينغا وتجديد الدماء داخل الحزب.

ويُذكر أنه خلال ترشّح رايلا أودينغا السابق لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي (AUC)، كان قد فوّض محافظ كيسومو البروفيسور أنيانغ نيونغو لتولي مهامه الحزبية مؤقتاً، قبل أن يستعيدها بنفسه لاحقاً بعد عودته إلى البلاد.

أما الآن، فقد أُسندت المهمة إلى شقيقه الأكبر الدكتور أوبورو أودينغا لقيادة الحزب في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، إلى أن يتم تأكيد تعيينه أو اختيار بديل له من قِبل أعضاء الحزب.

وبينما يعيش حزب ODM لحظة حزن تاريخية، فإن رسالته واضحة: الحركة ما زالت موحّدة، وقيادتها تعمل بروح مؤسسية، وأعضاؤها ماضون في الحفاظ على إرث زعيمهم الراحل وتماسك حزبهم.