البلاد في حداد: فوضى أمام البرلمان الكيني أثناء وصول جثمان أودينغا

نيروبي (بوابة الصومال) – خدمة دوان أفريكا.

شهدت العاصمة الكينية نيروبي صباح الخميس مشاهد فوضوية مؤثرة أمام مبنى البرلمان، بعدما حاول آلاف المشيعين اقتحام البوابة الرئيسية لمشاهدة جثمان رئيس الوزراء الأسبق رايلا أمولو أودينغا، الذي وصل إلى البرلمان لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.

وتجمّعت الحشود الغفيرة منذ الصباح الباكر على طول شارعي البرلمان وبلدية المدينة، في انتظار وصول جثمان الزعيم السياسي الراحل الذي يوصف بـ”رئيس الشعب”. ومع تأخر الموكب، تصاعدت الانفعالات والمشاعر الحزينة، وبدأ بعض المشيعين في تجاوز الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الأمن لتنظيم الدخول.

وشوهد عدد من الأشخاص وهم يتسلقون الأسوار والبوابات، بينما كان آخرون يهتفون بالأغاني الثورية ويرفعون الأغصان والأعلام تعبيراً عن حزنهم وغضبهم، مطالبين بفتح الأبواب للسماح لهم بوداع زعيمهم التاريخي.

واضطرت قوات الأمن إلى التدخل للسيطرة على الموقف بعد أن تدافع الآلاف نحو البوابة في مشهد من الفوضى والعاطفة المفرطة، فيما هرع قادة من حزب الحركة الديمقراطية البرتقالية (ODM) إلى المكان لمحاولة تهدئة الجماهير.

وتحدث أمام الحشود كل من الأمين العام للحزب إدوين سيفونا، وعضو البرلمان عن دائرة إمباكاسي الشرقية بابو أوينو، والسيناتور ليداما أوليكينا، حيث دعوا أنصار أودينغا إلى الهدوء وضبط النفس والسماح باستمرار المراسم بطريقة منظمة. وقد ساهمت تدخلاتهم في تهدئة الموقف بعد نحو ساعة من التوتر والاشتباك اللفظي بين الجماهير وقوات الأمن.

وعكست هذه المشاهد حجم الحزن العميق الذي يعيشه أنصار رايلا أودينغا، الذين قدم كثير منهم من مناطق بعيدة للمشاركة في توديعه. فبالنسبة لكثيرين، لم يكن أودينغا مجرد سياسي، بل رمزاً للنضال من أجل الديمقراطية والعدالة في كينيا.

ودعت السلطات لاحقاً المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية خلال فترة الحداد الوطني، لضمان سلامة الجميع وتمكينهم من المشاركة في وداع الزعيم الراحل بطريقة آمنة ومنظمة.

ورغم الفوضى التي شهدها الصباح، تمكنت قوات الأمن لاحقاً من إعادة النظام أمام مبنى البرلمان، تمهيداً لاستئناف المراسم الرسمية لتوديع أحد أبرز القادة السياسيين وأكثرهم تأثيراً في تاريخ كينيا الحديث.