مدغشقر: أحدث دولة فرنكفونية تقع تحت الحكم العسكري

أصبحت مدغشقر أحدث دولة فرنكفونية تقع تحت سيطرة الجيش، لتنضم إلى قائمة متزايدة من الدول الإفريقية التي شهدت انقلابات عسكرية منذ عام 2020.
ففي 17 أكتوبر 2025، أدى العقيد مايكل راندريانيرينا، قائد قوات النخبة (CAPSAT)، اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد، بعد أيام قليلة من فرار الرئيس أندري راجولينا إلى فرنسا إثر انقلاب عسكري مفاجئ.
وذكرت BBC أن المحكمة الدستورية العليا في الجزيرة أعلنت راجولينا “غير مؤهل للحكم” بسبب “الإخلال بالواجب”، بعد أسابيع من احتجاجات عنيفة قادها شباب حركة “جيل Z مدغشقر” الغاضبون من أزمة الكهرباء والمياه. وأسفرت الاضطرابات عن مقتل 22 شخصًا وإصابة المئات قبل تدخل الجيش “لإعادة النظام”.
ويحمل سقوط راجولينا طابع التكرار؛ إذ جاء إلى السلطة عام 2009 عبر انقلاب مماثل أدى إلى عزلة دولية وعقوبات اقتصادية. ورغم وعوده بالإصلاح، واجهت حكومته فشلًا اقتصاديًا وتصاعد البطالة والتضخم، ما أشعل غضب الشباب.
منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960، تعاقب على حكم مدغشقر 12 رئيسًا وثلاثة انقلابات كبرى، ولم تنجح أي حكومة في تحقيق نمو مستدام، حيث يعيش أكثر من 70% من السكان تحت خط الفقر.
وتعهد راندريانيرينا بتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات خلال عامين، لكن محللين يرون أن هذه الوعود تشبه ما صدر عن الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا والغابون، دون عودة حقيقية للحكم المدني.
ويواجه الرئيس الجديد تحديات ضخمة، أبرزها تحقيق التوازن بين تطلعات الشعب والضغوط الدولية، وسط مخاوف من أن تتحول آمال التغيير إلى حلقة جديدة من الحكم العسكري الطويل في تاريخ مدغشقر السياسي المضطرب.