التعديل الوزاري الثالث .. ما ذا يعني؟

مقديشو في 08 أبريل / أجرى رئيس الوزراء، حمزة عبدي بري، أمس الأحد، التعديل الجزئي الثالث في تشكيلة حكومته، حيث طال التعديل الأول، في الثامن من شهر يوليو لعام 2023م، حقيبتي المالية، والعمل، والثاني، طال في الـ29 من يناير، حقيبتي الزراعة، والأشغال العامة.

وكان حمزة عبد بري، أجرى التعديل الثالث، والذي شمل 5 وزارات بما في ذلك، الخارجية، والداخلية، والأمن الداخلي.

ولكن هذا الإجراء يختلف عن السابقين، حيث يحمل هذا في طياته، استراتيجية بعيدة في  المحاصصة القبلية.

أولا : تعيين  الجنرال عبد الله شيخ إسماعيل فرتاج، وزيراً للأمن الداخلي، وهو عضو في حزب الرئيس حسن شيخ محمود ، ويخلف محمد أحمد علي “دوديشي” الذي استقال منذ فترة ، ويعمل الآن سفيراً للصومال لدى قطر.

وكلاهما من عشيرة واحدة تربعت كرسي الرئاسة لمرتين في تاريخ الدولة الحديثة، وينتميان إلى نفس قبيلة الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو.

ثانيا : عيّن علي يوسف ( علي حوش)، وزيرا للداخلية، حيث يمثل عائلة وزير الخارجية  السابق أبشر عمر هروسي الذي أخلى منصبه من أجل السباق الرئاسي بولاية بونتلاند، كلا الرجلين ينتميان إلى عشائر شمال شرق البلاد.

ووزير الداخلية الجديد، يعتبر من أكبر المعارضين لرئيس الولاية سعيد عبد الله دني، وله نفوذ قوية في سياسة ” غرووي”.

ثالثا : عبد الله بيطان عين بدوره وزيرا للطاقة والمياه، وهو معارض شرس لسعيد عبد الله دني، لأن عشيرته اتفقت مع الحكومة الفيدرالية في اعتراف إدارة ” خاتمو”  التي تدّعي انفصالها عن بونتلاند، هو ووزير البريد والاتصالات، كلاهما ينتميان إلى عشيرة ” خاتمو استيت”.

رابعا : محمد آدم معلم، وزير البريد والاتصالات الجديد، حلّ محل وزير الطاقة والمياه، لأنهما من قبيلة واحدة، حيث إن تقاسم المناصب الوزارية تنظر عادة إلى الاعتبارات العشائرية، وعلى ضوء ذلك يلعب الرئيس حسن شيخ محمود في كسب ودّ كبريات القبائل وتعزيز منظومة التحالفات السياسية.

خامسا : ضمن تشكيلة التعديل الجزئي التي أعلنها حمزة عبدي بري، يصبح أحمد محمد عمر، وزيرا الدولة بوزارة البيئة والتغير المناخي، وهذا الرجل تم تعيينه ليقوّي توزانه القبلي جنبا إلى جنب مع الجنرال فرتاغ الذي تقلّد في نفس المرسوم، حقيبة وزارة الأمن الداخلي، كلاهما ينحدران من عشيرة معتبرة في نظام الحكم، حيث تربّعت الكرسي الرئاسي لمرتين في الدولة الحديثة.

سادسا : أحمد معلم فقي، ليس وجها جديدا في الساحة السياسية، ولأول مرة يتولّى رجل ينحدر من جنوب مدينة غالكعيو ( وسط الصومال )، منصب وزير الخارجية، وذلك بعد السياسي  المخضرم عبد الله عيسى محمود.

وكان حمزة عبدي بري عيّن في الثاني من اغسطس 2022م، في تشكيلته الأولى، احمد معلم فقي الذي تقلّد منصب مدير المخابرات وسفير الدولة لدى الخرطوم، وزيرا للداخلية.  

وفيما يبدو، أن الرئيس حسن شيخ يرغب في توظيف ورقة الدبلوماسية في المحافل الدولية بأكثر ثقة، لأن فقي القريب من القصر الرئاسي، يمثّل شخصية كاريزمية في ظل التوترات السياسية بين الصومال وإيثوبيا.