مقديشو في 24 فبراير/بوابة الصومال / وصف وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور اتفاقية الدفاع التاريخية التي أبرمتها بلاده مع تركيا بأنها بشير تغيير إيجابي “لعهد جديد في سعي أمتنا لتحقيق مستقبل آمن ومزدهر”.
وقال نور، في حديثه مع TRT World في أول مقابلة له بعد تعيينه وزيراً للدفاع، إن الاتفاقية تمثل تفانياً جماعياً للقضاء على جميع أشكال الأنشطة غير المشروعة، مما يمهد الطريق لإنشاء قوة بحرية فعالة، تعد حجر الزاوية للدفاع البحري في الصومال.
وأعرب الوزير الصومالي عن “تقديره العميق للجمهورية التركية الشقيقة لدعمها الثابت والفوري والتزامها الحازم تعزيز السلام والاستقرار والثروة في جميع أنحاء منطقتنا”.
وصدق البرلمان الصومالي الاثنين الماضي على اتفاقية للتعاون الدفاعي والاقتصادي مع تركيا، تمتدّ إلى 10 سنوات وتمنح تركيا سلطة حماية المياه الصومالية.
تعزيز القدرات الدفاعية للصومال
ولا يغطي الاتفاق حماية المياه الصومالية فحسب، بل يمهد الطريق أيضاً لإنشاء قوة بحرية لتأمين الدولة الواقعة في القرن الإفريقي.
وفي هذا السياق قال وزير الدفاع الصومالي: “تعِد الاتفاقية بتعزيز اقتصادنا الأزرق المزدهر، وتحفيز القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وصياغة مسارات جديدة لتحقيق الرخاء لكل من مواطنينا والمنطقة على نطاق أوسع”.
وأضاف: “نحن متفائلون أنه بفضل خبرة ودعم أفراد البحرية التركية، ستتقدم قواتنا البحرية من خلال التدريب الصارم لتحقيق المعايير العالمية. إن المساعدة التي قدمتها تركيا في هذا الجانب لا تقدر بثمن حقاً”.
“دعم لا يتزعزع من تركيا”
ودوماً كانت العلاقات بين تركيا والصومال واحدة من أبرز السمات للسياسة الخارجية التركية تجاه إفريقيا.
ففي عام 2011، أصبح رئيس الوزراء آنذاك، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، أول زعيم غير إفريقي يزور الصومال منذ ما يقارب عقدين من الزمن.
ومنذ ذلك الحين، زار الرئيس أردوغان البلاد في مناسبات متعددة واستضاف نظراءه الصوماليين في تركيا عدة مرات.
وقال نور: “بصفتنا صوماليين، كلما واجهنا الشدائد وجدنا دائماً اليد الداعمة من إخواننا الأتراك إلى جانبنا”.
وتابع: “لم تُشكل هذه الثقة بين عشية وضحاها، إنه انعكاس للمسؤولية التي منحها التاريخ لنا.. لا سيما منذ عام 2011، عندما ازدهرت علاقاتنا الثنائية من جديد، أدركنا أن هذه الثقة غير قابلة للكسر”.
وأضاف: “ومنذ ذلك العام، مدت تركيا يد الأخوة التي أصبحت منارة أمل للشعب الصومالي. بفضل جيشها الهائل وشعبها الموقر، وتقاليد الدولة التي تمتد لآلاف السنين، قدمت لنا تركيا دعماً لا يتزعزع. إن رسائل الفرح التي نقلها الشعب الصومالي بعد هذا الاتفاق هي شهادة بالغة الأهمية على هذا الارتباط”.
تركيا قوةً رادعةً
وتأتي الاتفاقية مع استمرار تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا بعد أن وقعت أديس أبابا اتفاقاً للوصول إلى البحر الأحمر مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، وهي صفقة وصفتها مقديشو بأنها “غير شرعية”.
وفي هذا الصدد قال نور: “في الآونة الأخيرة، واجه الصومال تحديات مؤلمة جعلت تأمين سواحلنا مهمة صعبة”.
وأضاف: “في هذه المرحلة، تغرس تركيا، بقواتها البحرية الهائلة، الثقة في الأصدقاء وتبث الرعب في نفوس الأعداء المحتملين”.
وأكد أن: “الاستفادة من خبرة تركيا الواسعة في إدارة شؤون الدولة في مختلف المجالات سيسهم بشكل كبير في السلام الإقليمي والعالمي لا في الدولة الصومالية فحسب”.
واختتم حديثه قائلاً: “بفضل تركيا، سيُملأ فراغ السلطة في المياه الصومالية من خلال إنشاء قوة بحرية صومالية قوية، وسيُرصد جميع أشكال الأنشطة غير القانونية وإحباطها”.
ويتمتع الصومال بعلاقات جيدة مع تركيا في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والإنسانية والأمنية منذ إعادة تأسيس العلاقات بين البلدين في عام 2011.
ويخوض الصومال منذ سنوات حرباً ضد حركة الشباب، التي أُسست مطلع 2004، وتتبع فكرياً تنظيم القاعدة وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة مئات الأشخاص.
المصدر : قناة تي آر تي التركية.