مقديشو 11 سبتمبر/ ناقشت تركيا مع الحكومة الصومالية، بناء مركز لاختبار الصواريخ، ومركز لرصد الأقمار الصناعية في البلاد، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.
ويتطلب برنامج أنقرة للصواريخ البلاستيكية إجراء تجربة إطلاق بعيدة المدى. وتعد الصومال، التي تقع في الطرف الشرقي للقارة الأفريقية، مكانا مثاليا لإطلاق الصواريخ من المحيط الهندي بسبب حساسيتها، وتقع الدولة (الصومال) على مقربة من خط الاستواء، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لمحطة فضائية حيث يزيد الاختبار بالقرب من خط الاستواء من إطلاق واختراق صواريخ أرض جو التي تحمل أقمارا صناعية.
وتطمح تركيا منذ فترة طويلة إلى الانضمام إلى سباق الفضاء الذي تهيمن عليه تقليديا القوى العالمية، وكانت خطة إطلاق صاروخ مستمرة منذ سنوات، ومن المرجح أن يتم إطلاق تلك الصوارئخ من الصومال، وفق ما صرح به بلومبرج.
وأضاف الأشخاص، أن “المسؤولين الأتراك واثقون جدًا من أن الصومال سيقبل هذا الطلب”، ولكن رفض وزير الدفاع التركي التعليق على الأمر.
مواقع تواجد القوات التركية
ورفض حسين شيخ علي مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي، التعليق على الأمر عندما تم الاتصال به هاتفيا، أمس الثلاثاء.
وقال رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشعب عبدي أحمد كوشين، إنه لا علم له بمثل هذا الاتفاق مع تركيا.
وتعمل تركيا على زيادة مدى صواريخها من طراز “تايفون” المنتجة محليا إلى مدى 560 كيلومترا، بحسب ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2022.
وقال الأشخاص الذين قدموا هذه المعلومات إن هذا المركز في الصومال يزيل خطر الوقوع في المناطق السكنية والوصول إلى بلدان أخرى.
وتركيا واحدة من القوى الأجنبية القليلة التي تعمل على تعزيز علاقاتها مع الصومال، وتحاول إعادة بنائها بعد سنوات من الحرب القبلية.
وعلى مدى العقد الماضي، قامت تركيا بتوسيع قدراتها من خلال التعاون الدفاعي ومشاريع البنية التحتية، ولديها خطط للتنقيب عن النفط.
وتشارك تركيا أيضًا في الوساطة بين حكومة مقديشو وزعماء أرض الصومال.
وتعد الإمارات العربية المتحدة ومصر، إلى جانب تركيا، من بين القوى المتوسطة الناشئة في أفريقيا، حيث تباطأ الاستثمار الصيني وحذت الولايات المتحدة حذوها.
وبينما أصبحت روسيا رمزا للمشاعر المعادية للغرب في بعض الأوساط، فإن طائرات “فاغنار” بدون طيار لا تحظى بشعبية مثل طائرات بدون طيار TB2 بايكار التركية الصنع، والتي اشترتها 11 دولة أفريقية.
بصمة متنامية
تعمل تركيا على زيادة وصولها إلى الصومال منذ زيارة أردوغان في عام 2011. وفي ذلك الوقت، وافق على تقديم المساعدة المالية لإحياء الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة إلى جانب الأمن.
وتسمح اتفاقية التعاون في مجال الصناعة الدفاعية لعام 2015 بين البلدين “بإقامة مشاريع بحث وتطوير وإنتاج مشتركة تتعلق بالمعدات العسكرية بين البلدين”.
واتفقت الدولتان في يوليو على تسريع تعاونهما الاقتصادي والدفاعي على مدى السنوات العشر المقبلة.
وفي عام 2017، افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها خارج بلادها في مقديشو، حيث تم تدريب مئات الجنود الصوماليين. وهذا جزء من خطة الصومال لتعزيز أمنها من أجل محاربة متمردي حركة الشباب.
ومن المتوقع أن تقوم تركيا -التي تريد تطبيق تجربة الصومال على دول إفريقية أخرى- بإرسال سفينة للتنقيب عن النفط والغاز إلى شواطئ الصومال بعد أن طلبت الحكومة الصومالية ذلك.
وعلى الصعيد السياسي، حاولت أنقرة مؤخرًا التوسط بين الصومال وجارتها إثيوبيا، التي لديها اتفاقية ميناء بين أرض الصومال وأديس أبابا . بينما تعتبر الدولة، أرض الصومال، جزءا لا يتجزأ منها.