ما هي مهمة سفينة الأبحاث التركية ” أوروك ريس” في الصومال ؟

مقديشو 25 أكتوبر/ شرعت سفينة الأبحاث التركية “أوروك ريس” في مهمة قبالة سواحل الصومال، مما لفت انتباه المراقبين الدوليين وأصحاب المصلحة في صناعة الطاقة.

ويمثل وصول السفينة ، فصلاً جديدًا في العلاقات بين الصومال، وتركيا، حيث تسعى الدولتان إلى استكشاف الموارد الطبيعية في المنطقة، والاستفادة منها.

وفيما يلي ما تحتاج إلى معرفته عن هذه المهمة وتداعياتها.

المهمة: المسوحات الزلزالية لاستكشاف النفط والغاز.

أوروك ريس هي سفينة أبحاث زلزالية حديثة مكلفة بإجراء مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد لاستكشاف إمكانات وجود رواسب النفط ، والغاز الطبيعي تحت قاع البحر.

وستقوم السفينة بمسح ثلاث مناطق بحرية محددة، حصلت تركيا على تراخيص استكشاف لها، تغطي كل منها مساحة تقارب 5000 كيلومتر مربع (1931 ميلاً مربعًا)، والهدف هو جمع البيانات الزلزالية التي ستساعد في تحديد مواقع الحفر المحتملة.

الاتفاقيات الاستراتيجية بين تركيا والصومال

ينبع وجود سفينة ” أوروك ريس” في المياه الصومالية من سلسلة من الاتفاقيات التي تم توقيعها في وقت سابق من هذا العام بين البلدين. وبموجب مذكرات التفاهم هذه، حصلت شركة البترول التركية، وهي شركة النفط الوطنية التركية، على تراخيص لإجراء أنشطة الاستكشاف عبر المناطق الثلاث المحددة. إذ تعكس هذه الاتفاقيات شراكة متنامية بين تركيا والصومال، كما تهدف كلتا الدولتين إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية من خلال التعاون في مجال الطاقة.

رحلة عبر القارات

في وقت سابق من هذا الشهر، أبحرت سفينة ” أوروك ريس” من تركيا، مسافرة عبر القارات للوصول إلى منطقة مهمتها المحددة قبالة سواحل الصومال. ووفقًا لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، فإن وصول السفينة يمثل خطوة حاسمة في جهود تركيا لتوسيع أنشطتها في مجال استكشاف الطاقة خارج مياهها الإقليمية.

الشخصيات الرئيسية تحضر حفل الترحيب

تم الاحتفال بوصول سفينة ” أوروك ريس” بحفل ترحيب حضره مسؤولون رفيعو المستوى، بما في ذلك الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار. يسلط هذا الحدث الضوء على الأهمية الاستراتيجية للمهمة والتعاون المتعمق بين البلدين.

ماذا ستفعل السفينة ؟

على مدى الأشهر السبعة المقبلة، ستجري سفينة ” أوروك ريس”، دراسات زلزالية مفصلة لرسم خرائط للهياكل الجيولوجية تحت قاع المحيط. تتضمن هذه المسوحات إصدار موجات صوتية في قاع البحر وتسجيل الإشارات المنعكسة لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للتكوينات تحت السطحية. سيتم تحليل هذه البيانات، بمجرد جمعها، في أنقرة لتقييم إمكانية وجود رواسب نفط، وغاز قابلة للحياة.

التأثير الاقتصادي المحتمل

إذا نجحت عملية الاستكشاف، فقد تفتح فرصًا جديدة لكل من الصومال، وتركيا. بالنسبة لمقديشو، يمكن أن يؤدي اكتشاف احتياطيات النفط والغاز إلى تعزيز اقتصاد البلاد بشكل كبير، وخلق فرص العمل، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز التنمية الاقتصادية. بالنسبة لأنقرة ، فإن الاستكشاف الناجح من شأنه أن يزيد من تنويع مصادر الطاقة لديها، ويعزز دورها كلاعب رئيسي في المشهد الطاقي في المنطقة.

استراتيجية الطاقة الأوسع نطاقًا لتركيا

إن جهود تركيا في الصومال تشكل جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لتوسيع أنشطتها في مجال استكشاف الطاقة. وقد سعت البلاد بنشاط إلى تأمين مصادر طاقة جديدة لتقليل اعتمادها على الواردات، وتعزيز أمنها في مجال الطاقة. ومن خلال المغامرة في المياه الصومالية، تعمل تركيا على وضع نفسها كلاعب استباقي في سوق الطاقة العالمية، واستكشاف الشراكات التي تمتد إلى ما هو أبعد من جوارها المباشر.

التحديات والاعتبارات

في حين أن المهمة تحمل وعدًا، إلا أنها تواجه أيضًا تحديات. فالاستكشاف الزلزالي في المناطق البحرية معقد، ويتطلب تنسيقًا دقيقًا لتجنب التأثيرات البيئية. بالإضافة إلى ذلك، فإن البيئة السياسية، والأمنية في المنطقة قد تؤثر على تقدم المهمة. ومع ذلك، فإن الاتفاقيات والالتزامات المتبادلة بين تركيا، والصومال تهدف إلى ضمان استمرار أنشطة الاستكشاف بسلاسة.

الخاتمة

إن وصول سفينة ” أوروك ريس” إلى المياه الصومالية يمثل خطوة مهمة في مجال استكشاف الطاقة والتي قد تعيد تشكيل المستقبل الاقتصادي للصومال، وتعزز مكانة تركيا في سوق الطاقة العالمية. وبفضل الدعم القوي من الحكومتين، تمثل المهمة تحالفًا استراتيجيًا مبنيًا على المصالح الاقتصادية المشتركة، والمنافع المتبادلة.