زيارة رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبد الله باري، إلى مدينة لاسعانود يوم الجمعة المقبل تعتبر خطوة مهمة قد تعيد تشكيل الديناميكيات السياسية في شمال الصومال. الزيارة التي ستستمر لمدة يومين تهدف إلى تعزيز الروابط الفيدرالية مع إدارة خاتمو، دعم جهود المصالحة، وإطلاق مشاريع تنموية رئيسية في المنطقة.
السياق والأهمية السياسية
تعد مدينة لاسعانود نقطة محورية في الصراع السياسي بين الحكومة الفيدرالية وإقليم أرض الصومال، الذي يطالب بالسيطرة على المنطقة. منذ سنوات، كانت المدينة مركزًا للتوترات السياسية، ومع استمرار المحاولات للتوصل إلى تفاهمات بين الأطراف المختلفة. زيارة رئيس الوزراء إلى لاسعانود هي الأولى من نوعها منذ الثمانينات، وهي تحمل إمكانية تعزيز العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وإدارة خاتمو، مما قد يسهم في إعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية.
أهم عناصر الزيارة
زيارة لمدة يومين مع وفد وزاري:
الزيارة التي ستتم في يومين، مع وفد يضم حوالي 10 وزراء من الحكومة الفيدرالية، تعكس أهمية الزيارة بالنسبة للحكومة المركزية. ومع ذلك، فإن غياب ممثلين عن أرض الصومال قد يثير نقاشًا حول تمثيل مختلف المناطق.
إعلان اتفاقية تبادل الأسرى:
من المتوقع أن يتم الإعلان عن اتفاقية لتبادل الأسرى بين إدارة خاتمو وأرض الصومال. هناك 283 أسيرًا من أرض الصومال في لاسعانود، بينما يُحتجز 67 أسيرًا من إدارة خاتمو في هرجيسا. هذه الخطوة يمكن أن تمثل تحولًا في العلاقات بين الطرفين وتساهم في تهدئة التوترات.
دفع تشكيل الدولة الفيدرالية:
خلال الزيارة، من المتوقع أن يدعو رئيس الوزراء إلى تسريع عملية تشكيل دولة فيدرالية رسمية لإدارة خاتمو. إذا تحقق ذلك، فسيمنح إدارة خاتمو مزيدًا من الاستقلالية السياسية والاقتصادية ضمن الإطار الفيدرالي.
لقاءات مع شيوخ القبائل:
سيلتقي رئيس الوزراء مع شيوخ من مناطق باران، داهر، ولاس قوري لمناقشة تقاسم السلطة وتوحيد الرؤى حول عملية بناء الدولة. هذه الاجتماعات تعتبر حاسمة لتحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة.
إطلاق مشاريع تنموية:
من المقرر أن يتم إطلاق 10 مشاريع تنموية جديدة في مناطق مختلفة، ما يعكس التزام الحكومة الفيدرالية بإعادة بناء البنية التحتية وتحقيق تنمية شاملة في المنطقة التي تحتاج إلى تحسين الخدمات الأساسية.
افتتاح مكتب NIRA:
سيتم افتتاح فرع الهيئة الوطنية للتسجيل والتوثيق في لاسعانود، ما سيسهل تسجيل السكان للحصول على بطاقات هوية وطنية، وهو خطوة مهمة نحو تحسين الحوكمة في المنطقة.
هل ستكون الزيارة نجاحًا أم فرصة ضائعة؟
تعد الزيارة فرصة كبيرة لتوطيد العلاقة بين الحكومة الفيدرالية وإدارة خاتمو. إذا تمت بنجاح، يمكن أن تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. ومع ذلك، فإن غياب تمثيل أرض الصومال قد يزيد من التوترات. إذا لم تتحقق نتائج ملموسة، فقد تعتبر الزيارة فرصة ضائعة لتسوية القضايا السياسية العالقة.
بناءً على ما ستنجح الزيارة في تحقيقه، قد تكون هذه الخطوة بداية لفصل جديد في السياسة الشمالية للصومال أو مجرد خطوة أخرى في مسار المفاوضات المستمرة.