من الداخلية الى الخارجية الى الدفاع: كيف أصبح “فقي” السلاح السري للرئيس حسن شيخ محمود؟

مقديشو، ( بوابة الصومال) – في أحدث تعديل وزاري، عاد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود

(HSM) مرة أخرى للاعتماد على أحد أبرز رجاله وأكثرهم ثقة: أحمد معلم فقي. ففي 27 أبريل 2025، أعلن رئيس الوزراء حمزة عبدي بري ترشيح فيقي لمنصب وزير الدفاع، خطوة تعزز مكانة فقي كأكثر الشخصيات موثوقية — وقابلية للتحرك — ضمن منظومة حسن شيخ.

تقرأ المسيرة السياسية لفيقي خلال السنوات الثلاث الماضية كدليل للتنقلات الاستراتيجية. فمن وزير للداخلية (2022–2024)، إلى وزير للخارجية (2024–2025)، وصولاً إلى وزير الدفاع، كان يُدفع به إلى الملفات الحساسة في اللحظات الحرجة. في كل مرة ترتفع فيها الرهانات الوطنية، يُستدعى فقي إلى خط المواجهة.

في وزارة الداخلية، عمل فقي على ترميم العلاقات الهشة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية، وترأس جهود المصالحة الوطنية، متعاملاً بحنكة مع النزاعات المعقدة مع ولايات قوية مثل بونتلاند. كانت دبلوماسيته الهادئة والحازمة مفتاح الحفاظ على التوازن داخل النظام الفيدرالي.

أما في وزارة الخارجية، فقد قاد مبادرات جريئة، أبرزها تأمين مقعد تاريخي للصومال في مجلس الأمن الدولي، والمطالبة بإنهاء بعثة الأمم المتحدة (UNSOM)، فضلاً عن تبنيه موقفاً متشدداً ضد مذكرة التفاهم الإثيوبية مع أرض الصومال، ملمحاً إلى استعداد بلاده للتصعيد الدبلوماسي — أو حتى العسكري عند الضرورة — دفاعاً عن السيادة الوطنية.

اليوم، يتسلم فيقي حقيبة الدفاع في وقت تواجه فيه البلاد تحدياً وجودياً في معركتها ضد حركة الشباب. تأتي هذه الخطوة وسط تصاعد الهجمات الإرهابية، واقترابها من مشارف العاصمة مقديشو. قرار حسن شيخ محمود يعكس ثقته بقدرات فيقي الأمنية، المستندة إلى خبرته السابقة كرئيس لجهاز المخابرات الوطنية (NISA).

ينتقد البعض هذه التنقلات المتسارعة باعتبارها دليلاً على غياب استقرار مؤسسي حقيقي، بينما يراها آخرون دليلاً على الكفاءة والولاء — وهما عملتان نادرتان في المشهد السياسي الصومالي.

لقب “تعال هنا، اذهب هناك” لا يُعد سخرية بقدر ما هو اعتراف بدور فريد: رجل يطلب إليه تثبيت الجبهات كلما اشتدت التحديات الوطنية. ففي رقعة الشطرنج السياسية الصومالية، قلة هم الذين تنقلوا بين الوزارات بهذه السرعة — ونجوا سياسياً — مثل فقي.

وبينما يتولى الآن قيادة المؤسسة العسكرية، سيكون أداء فقي حاسماً ليس فقط في المعارك القادمة، بل في تحديد إرث حسن شيخ محمود ذاته. ومرة أخرى، يُطلب من أحمد معلم فقي حماية البيت الصومالي الهش — هذه المرة، حرفياً.