بقلم: محمد هيرموغي
يبدو أن الرئيس حسن شيخ محمود قد استخلص درساً من خطأ سلفه: السيطرة على البرلمان وحدها لا تكفي للبقاء في السلطة. ومنذ البداية، اتبع استراتيجية تهدف إلى احتواء الولايات الفيدرالية. كان فرماجو قد استبدلها، أما هو فقد حاول احتواؤها.
في هذا الترتيب القائم على المصالح المتبادلة، يبدو أن قورقور، ولفتاجرين، وجودلاوي قد أصبحوا مفتونين بفكرة التمديد غير المحدود لفترة حكمهم. وبالنسبة لمن يتشبثون بالسلطة بأي ثمن، فإن هذا العرض لا يُقاوم.
اليوم، يلعب الرئيس حسن ورقة صعبة؛ فهو يدفع بأجندة “الاقتراع الشعبي ” – صوت واحد للشخص الواحد،. إنها خطوة قد تمهد الطريق لتمديد ولايته تحت ذريعة “الإصلاح الانتخابي”. لكن مهلاً، قد لا تسير الأمور كما يخطط لها. إطلاقه لحزبه السياسي مؤشر واضح على أنه يخطط للدخول إلى “الخيمة” الكبيرة (آلية انتخاب الرئيس) مدعوماً بالكامل من قبل ولايات متحالفة معه سياسياً.
وبما أن الرئيس اشتُهر بكونه صاحب مزاج غريب في اتخاذ قراراته، وبدء المشاريع السياسية بحماسة لكنه غالبًا ما يتركها دون إكمال، فربما تتعثر هذه الاستراتيجية أيضاً. فقد يصحو لفتاجرين ورفاقه من سُكر السلطة، فموسم الانتخابات له طريقة في إيقاظ طموحات الولايات الفيدرالية. التحالف الكبير للرئيس هش من الأساس؛ مثل صف من أحجار الدومينو، يكفي أن ينشق أحدهم لتنهار البنية بأكملها.
ومع اقتراب الصومال من مفترق طرق جديد، فإن المناورات السياسية في “فيلا صوماليا” تهدد بتقويض الثقة الهشة في النظام الفيدرالي والتقدم الديمقراطي. وإذا واصل الرئيس حسن تغليب بقاءه السياسي على بناء التوافق والإصلاح الحقيقي، فقد ينهار البناء – الذي أقامه بنفسه للحفاظ على سلطته- من تحته. لقد حدث ذلك من قبل، وفي الأعلب سيحدث مرة أخرى.
وأخيراً: اعتقال الصحفيين وتكميم الإعلام هو أسرع وسيلة لتضخيم القصص التي تحاول قمعها. إنها وسيلة قديمة، ضارة، ولا تنتهي بخير!