مقديشو( بوالة الصومال)– عُرف عمر عبد الله عبدي إبراهيم كأحد شيوخ العشائر التقليديين من عشيرة ورسنجلي، وهي فرع من قبيلة دارود، يتمركز في شمال الصومال، ضمن إقليم سناج. وينحدر عمر من قرية “مَرْكَد” الواقعة في وسط سلسلة جبال عل-مدو، التابعة لمديرية لاسقوري في سناج.
تخضع قرية مركد حالياً لسيطرة حركة الشباب، وتُعد القرية ذات أهمية استراتيجية نظراً لمواردها الحيوية مثل مصادر المياه والأراضي الزراعية الواسعة. وظلت أسرة عمر مقيمة في مركد حتى بعد سيطرة الحركة عليها، وكان يزورهم بشكل متكرر. وعلى عكس كثير من الشيوخ التقليديين الذين اصطفوا إلى جانب السلطات الحكومية، لم يتردد عمر في السفر إلى القرية رغم وقوعها تحت سيطرة الشباب.
في مطلع سبتمبر 2025، سافر عمر إلى مدينة بوصاصو، عاصمة إقليم بري. وفي 2 سبتمبر، شارك ضمن وفد من شيوخ ورسنجلي التقى برئيس ولاية بونت لاند سعيد عبد الله دني. وشمل الوفد أيضاً رئيس برلمان بونت لاند، وقائداً عسكرياً، وعضواً في البرلمان.
وبعد الاجتماع، توجه عمر في 3 سبتمبر إلى إقليم سناج حيث تقيم زوجاته وأولاده. لكن رحلته انتهت بمأساة عندما استهدفته ثلاثة صواريخ بالقرب من منطقة جِرْعانيو، الواقعة في أطراف عيل-بوح بسناج.
كان عمر يُعتبر عموماً من المؤيدين لإدارة بونت لاند، غير أنه لم يكن من بين الشيوخ الذين دعموا إعلان الولاية الفيدرالية الجديدة المسماة الولاية الشمالية الشرقية، التي أعلنتها الحكومة الفيدرالية الصومالية مؤخراً.
علاقته بحركة الشباب
لم تكن هناك أي أدلة رسمية أو اتهامات مباشرة تربط عمر بحركة الشباب. ومع ذلك، أفاد سكان محليون ومقربون منه بأنه كان يحتفظ بعلاقات ودية مع الحركة، وكان يتنقل بحرية في القرى الخاضعة لسيطرتها – بما في ذلك المناطق التي تقيم فيها أسرته – دون أن يواجه عوائق.
بيان الولايات المتحدة بشأن الغارة
في 17 سبتمبر 2025، أكدت الحكومة الأميركية، عبر القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في إفريقيا، أن غارة جوية نُفذت في 13 سبتمبر أسفرت عن مقتل أحد عناصر حركة الشباب أثناء تنقله في مناطق ضمن مديرية بَرَنْ في سناج. وأوضح البيان أن المستهدف كان تاجراً للأسلحة تابعاً للحركة.
وأفادت تقارير بأن سلطات بونت لاند هي من نفذت الضربة استناداً إلى معلوماتها الاستخباراتية. لكن أفراد عائلة عمر رفضوا هذه المزاعم، مؤكدين أنه لم يكن عنصراً في الحركة، واتهموا إدارة بونت لاند بالضلوع المباشر في عملية قتله.