انطلقت في جامعة جراموجي أوجينغا أودينغا للعلوم والتكنولوجيا في بوندو مراسم الجنازة الرسمية للزعيم الكيني الراحل رايلا أومولو أودينغا، الذي يُعد من أبرز رموز السياسة في كينيا ولقب بـ “أب اللامركزية”.
وحضر المراسم الرئيس ويليام روتو والرئيس الأسبق أوهورو كينياتا وعدد من كبار الشخصيات، بينهم أولوسيغون أوباسانجو وموساليا مودافادي وجيمس أورينغو، في مشهد يعكس الوحدة الوطنية والمكانة القارية للراحل.
ومن أكثر اللحظات رمزية تقدم شقيقه أوبورو أودينغا إلى التابوت حاملاً كأس ويسكي، في تكرار لحركة والدهم جراموجي أودينغا خلال جنازة الرئيس المؤسس جومو كينياتا، ما اعتُبر رمزًا لتواصل الأجيال والوفاء للتقاليد اللووية.
قاد القداس الأسقف جوزيف واسونغا والأسقف ديفيد كوديا، مؤكدين أن رايلا كان مؤمنًا ملتزمًا بالكنيسة. وحذّر الأسقف واسونغا من احتمال تصدّع حزب ODM بعد رحيله، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على وحدة العائلة والإرث القيمي، قائلاً “إذا أراد القادة تكريمه حقًا، فعليهم أن يجعلوا العدالة تجري كالنهر”
ودعا رجال الدين إلى مواصلة نهجه في العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. ورغم الحزن، شكّلت الجنازة رسالة أمل وتجديد، ودعوة لإعادة بناء المسار الديمقراطي بروح رايلا، الذي سيظل صوته حاضرًا في ذاكرة الأمة الكينية، إذ ذكّر الأسقف الحضور بأن “من ينتظرون الرب يجددون قوتهم”. فبينما ترك رحيل أودينغا فراغًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا، كانت المراسم دعوة صريحة إلى إعادة بناء المسار الديمقراطي في كينيا بروح الوحدة والعدالة التي جسّدها طوال حياته.
وهكذا، لم تكن جنازة رايلا أودينغا مجرد وداعٍ لزعيم سياسي، بل مرآةً لهوية أمة، ونداءً صادقًا نحو قيادة أكثر إنصاتًا وعدلاً في كينيا الجديدة.
القدّاس الأخير لرايلا أودينغا جارٍ فيما تواري كينيا ابنها الثرى
