نيروبي: كيفر أوتيونو ( خدمة دوان أفريكا)
وُوري زعيم حزب المعارضة الكيني رايلا أودينغا، الذي توفي في 15 أكتوبر 2025، الثرى يوم الأحد في مزرعته الواقعة في أبودا – مقاطعة سيايا، وسط مشاهد غير مسبوقة حيث توافد الآلاف لتوديعه، فيما تابع آخرون المراسم عبر الشاشات العملاقة وهواتفهم الذكية.
كان أودينغا محبوبًا على نطاق واسع في مختلف أنحاء كينيا، وتمتع بقاعدة جماهيرية قوية في إقليم نيانزا الذي يضم مقاطعات سيايا، كيسومو، هوماباي، ميغوري، وكيسي.
تجمّع المشيّعون في المقاهي والمطاعم والمراكز المجتمعية التي نقلت المراسم مباشرة، مما أتاح للجميع المشاركة في لحظة وطنية من الحزن الجماعي. وقد أبرزت هذه المشاهد مدى الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين حظي بهما أودينغا داخل الإقليم وفي عموم البلاد.
وشهدت الجنازة طابعًا رسميًا مهيبًا، بحضور شخصيات بارزة من داخل كينيا وخارجها، من بينهم الرئيس ويليام روتو، والرئيس الأسبق أوهورو كينياتا، والرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو. كما شارك في المراسم قادة المعارضة، من بينهم كالونزو موسيوكا، يوجين وامالوا، ومارثا كاروا، إلى جانب وزراء ووكلاء وزارات وأعضاء في البرلمان ومجلس الشيوخ والمحافظين والمجالس المحلية.
وعكست هذه المشاركة الواسعة الطيف السياسي الذي استطاع أودينغا توحيده في حياته وحتى بعد وفاته، إذ جمع الخصوم على منصة واحدة في وداعه الأخير.
وفي دوّار كوندلي بمدينة كيسومو، الذي يُعد معقل أودينغا السياسي، عبّر مئات المواطنين عن حزنهم العميق وشعورهم بالضياع بعد رحيل زعيمهم. وقال المواطن ديفيد أوديامبو:
“سنتذكر دائمًا أودينغا لما قدّمه لنا. كوندلي كانت قاعدته، وبغيابه نشعر أننا فقدنا الاتجاه.”
كما أشار آخرون إلى إنجازاته الملموسة في التنمية والبنية التحتية. وقال مارتن أونيانغو:
“الطرق والمشاريع التي نراها اليوم دليل على قيادته. نأمل أن تستمر هذه المشاريع رغم رحيله.”
وخلال اليوم، جسدت التجمعات الشعبية في إقليم نيانزا روح الوحدة والحزن المشترك، حيث شكر الكثيرون أودينغا على عقود من الخدمة العامة، مؤكدين أن إرثه السياسي والتنموي سيظل حيًا في وجدان الكينيين.
وفي الختام، وُوري أودينغا الثرى بجانب والديه الراحلين جاراموجي أوجينغا أودينغا وماري جوما في منطقة كانغو كا جراموجي بمقاطعة سيايا.
ويبقى السؤال الآن: ما بعد أودينغا؟
تفكر البلاد في الفراغ الكبير الذي تركه زعيم تجاوز تأثيره حدود السياسة، ليصل إلى وجدان المجتمع الكيني بأسره. والتحدي القادم هو كيفية الحفاظ على إرثه بينما تمضي كينيا في طريقها المجهول نحو المستقبل.\