منح وسام “رئيس القلب الذهبي” لرايلا أودينغا بعد وفاته.

نيروبي: كيفر أوتيونو ( خدمة دوان افريكا)

أعاد الإعلان الرسمي الخاص بمنح الوسام صياغة مسيرة رايلا أودينغا في الخدمة العامة بوصفها رحلة تضحية وواجب وطني، متجاوزًا التفسيرات الحزبية التي أحاطت بإرثه السياسي. وما يلفت الانتباه أكثر هو أن هذا التكريم جاء من الرئيس ويليام روتو، خصمه السياسي اللدود منذ سنوات طويلة.

لطالما خاض الرجلان انتخابات شرسة ووقفا على طرفي نقيض في المشهد السياسي الكيني، لذا فإن قيام روتو بقيادة الأمة لتكريم أودينغا كبطل وطني يُعد مؤشرًا على نضج الحياة السياسية في كينيا، وقدرتها على فصل الخلافات الشخصية عن الإرث الوطني.

ويعزز هذا التكريم من روح يوم الأبطال الوطنيين (ماشوجا داي) الذي يُكرَّم فيه كل من قدّم تضحيات من أجل الوطن، بغض النظر عن انتمائه السياسي. ويُمنح وسام “رئيس القلب الذهبي” (CGH) في حالات نادرة، ويُخصص للأشخاص الذين قدّموا خدمات استثنائية للدولة. وقد شمل الحاصلون عليه في الماضي رؤساء، ومناضلين من أجل الحرية، ورجال دولة تركوا بصماتهم في مسار التاريخ الكيني.

ومن خلال وضع أودينغا ضمن هذه النخبة، لا تكرّم الدولة الكينية حياته في الخدمة العامة فحسب، بل تمنحه مكانة أسطورية في سجل أبطال الأمة. كما أن لهذا الاعتراف بعدًا إفريقيًا واسعًا، إذ أشار الإعلان الرسمي إلى دور أودينغا في الدعوة إلى الوحدة الإفريقية والديمقراطية، مؤكدًا مكانته كصوت مؤثر في القارة.

لقد لعب أودينغا دورًا مهمًا في الوساطة في النزاعات والمساهمة في تطوير أطر الحوكمة الإفريقية، مما جعله شخصية تتجاوز حدود كينيا ليصبح، كما جاء في البيان، “خادمًا مخلصًا للإنسانية جمعاء.”

إن هذا التكريم بعد الوفاة يتجاوز الاحتفاء بشخص واحد، ليُجسّد لحظة تأمل وطني ووحدة وربما مصالحة تاريخية.

وقال الرئيس روتو خلال المراسم:
“إنه لشرف عظيم أن أنقش اسمه بين كبار أبطال وطننا.”

وبذلك، رفعت الدولة رايلا أودينغا من ساحة التنافس السياسي إلى فضاء الذاكرة الوطنية الخالدة.

ورغم أن الخطوة رمزية في جوهرها، فإنها قد تمثل نقطة تحول في الطريقة التي تختار بها كينيا تذكر ماضيها — ومن تعتبره بطلاً قومياً.