أعاد مطار الخرطوم الدولي فتح أبوابه لأول مرة منذ أكثر من عامين، في خطوة رمزية تهدف لإعادة الحياة تدريجياً إلى العاصمة التي مزقتها الحرب، رغم التوتر الأمني المتواصل.
ووصلت بعد ظهر الأربعاء أول رحلة تجارية تابعة لشركة بدر للطيران قادمة من بورتسودان، قبل أن تعود سريعاً إلى هناك، حيث تتخذ الحكومة الانتقالية مقرها المؤقت منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وأكدت هيئة الطيران المدني أن المطار سيستأنف في المرحلة الأولى الرحلات الداخلية المحدودة، على أن يجري التوسع التدريجي وفقاً لتحسن الأوضاع الأمنية.
وجاءت هذه الخطوة بعد يوم فقط من هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع قريبة من المطار، في محاولة قال مسؤولون إنها هدفت لتعطيل استئناف الرحلات. وشهدت مناطق شرق النيل والحاج يوسف وأم درمان انفجارات قوية وتصاعد أعمدة من الدخان.
ولم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عن الهجمات، غير أن مصادر عسكرية اتهمت قوات الدعم السريع، التي كثفت في الأشهر الأخيرة استخدام المسيّرات ضد أهداف عسكرية ومدنية.
ورغم المخاطر، تصر السلطات على أن إعادة فتح المطار ضرورة لإعادة ربط ولايات السودان وتعزيز ثقة المواطنين.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن النزاع أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 ألف شخص وتشريد 12 مليوناً، فيما يواجه أكثر من 24 مليون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.