الإمارات وحربها ضد حركة الشباب في ظل الرئيس حسن شيخ محمود

مقديشو في 15 فبراير /بوابة الصومال / تواصل الإمارات العربية المتحدة بجانب مشاريعها الانسانية في الصومال، دعم الدولة الفيدرالية في قتال حركة الشباب التي تسيطر أجزاء من مناطق جنوب ووسط البلاد.

ووفق معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بدأت الإمارات رسمياً بتطبيق برنامج لتدريب قوات الحكومة الفيدرالية الصومالية في عام 2014. وبعد عام، افتتحت مركزاً تدريبياً في مقديشو، حيث دربت القوات الإماراتية المغاوير الصوماليين. كما قدّمت الإمارات مركبات إلى قوات ولاية جوبالاند ووزارة الأمن الداخلي والشرطة في الحكومة الفيدرالية. وبحلول عام 2018، أفادت الإمارات بأنها دربت آلاف الجنود الصوماليين، وبنت مراكز تدريب ومستشفًى، ودفعت رواتب 2407 جنود. وألغت أبوظبي مهمة التدريب بعد أن صعد جنود صوماليون على متن طائرة إماراتية في مقديشو في 8 نيسان/أبريل 2018 وصادروا 9.6 ملايين دولار، والتي زعمت الحكومة الصومالية أنها دولارات أمريكية غير مصرّح بها. وكانت التوترات تتصاعد قبل الحادثة، إذ اختارت الصومال أن تبقى على الحياد بعد الأزمة الدبلوماسية مع قطر في عام 2017، مع أن الإمارات العربية المتحدة حثت مقديشو على الوقوف في صفها.

وفي فبراير الماضي، أعلنت فلاي دبي ، شركة الطيران التي تتخذ من دبي مقرا لها ، عن إطلاق خدمة يومية إلى مطار آدم عدي الدولي في مقديشو اعتبارا من 9 مارس 2023م.

وستضاعف الشركة وتيرة الرحلات اعتبارا من 1 يونيو 2023 ، مما يجعلها أول شركة طيران تربط الصومال مباشرة بدبي والإمارات العربية المتحدة.

وقال حمد عبيد الله ، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في فلاي دبي: “نواصل البحث عن فرص لتنمية شبكتنا في شرق إفريقيا وفتح الأسواق المحرومة. لقد شهدت هذه المنطقة نموا وتطورا اقتصاديا كبيرا في السنوات الأخيرة ، وستعمل رحلاتنا المباشرة على تحفيز الاقتصاد بشكل أكبر والمساعدة في إنشاء تدفقات مجانية للسفر والتجارة”.

وفي أغسطس الماضي، التقى محمد أحمد شيخ علي “دوديشي” وزير الأمن الداخلي الذي عيين سفيرا للصول في الدوحة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصومال، سعادة أحمد جمعة الرميثي.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن الوزير دوديشي والسفير جمعة ناقشا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتعاون الأمني.

وأثنى وزير الأمن الصومالي على وقوف حكومة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الشعب الصومالي ودعمها له في كافة الأصعدة.

وأضاف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ” بدأت العلاقات مع الحكومة الفيدرالية بالتحسن بعد عودة حسن شيخ محمود إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية في 15 أيار/مايو 2022، بفضل دعم مالي إماراتي كبير. وأُفرج بعد أيامٍ عن مبلغ 9.6 ملايين دولار، كانت القوات الصومالية قد صادرته سابقاً. وفي شباط/فبراير 2023، صادقت مقديشو على اتفاق رسمي للتعاون الأمني مع أبوظبي، ووصلت بعد شهرٍ المركبات العسكرية الإماراتية إلى منطقة جوبالاند للبدء ببناء قاعدة جديدة ستمتلكها وتديرها دولة الإمارات.

وبشكل عام، كانت المساهمات الإماراتية في الصومال إيجابية إلى حدٍ كبيرٍ، وإن لم تكن بادية للعيان، وتشمل المساعدة في تمويل تطوير “الجيش الوطني الصومالي”، وتحديث مطار بربرة الذي تفكر حالياً “قيادة الولايات المتحدة في أفريقيا” في استخدامه. وتنفذ الإمارات بعض العمليات بعيداً عن الأنظار، مثل تلك التي تحصل في أرض البنط ضد مهرّبي الأسلحة الإيرانية.

وبفضل التمويل الذي قدّمته أبوظبي، اكتسبت حلفاءً على مستويات مختلفة من المنظومة السياسية الصومالية، من بينهم الرئيس حسن شيخ كما ذُكر سابقاً. وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع أحمد محمد إسلام، رئيس ولاية جوبالاند حيث تبني الإمارات قاعدتها في الصومال، بعلاقة قوية مع أبوظبي، وسبق أن تلقّى مساعدات عسكرية إماراتية”.

كما أشار المعهد إلى أن الإمارات نفّذت في الـ 16 حزيران/يونيو، الإمارات العربية المتحدة أول غارة جوية مُعلن عنها في الصومال، استهدفت قريةً يسيطر عليها الجهاديون في منطقة جلجدود بواسطة طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز “بيرقدار تي بي 2” Bayraktar TB2. وتُعد هذه الغارة العملية العسكرية الحركية الأولى التي تنفذها الإمارات علناً في الصومال، وتأتي بعد تزايد الانخراط الإماراتي في البلاد على مدى العام الماضي. وقد تشير الغارة الجوية إلى استعداد أبوظبي لرفع مستوى مشاركتها في الحرب ضد جماعة “الشباب”.

وتمثل الدعم العسكري للإمارات في إمداد الدولة الفيدرالية بسيارات عسكرية من نوع بيك أب سيارات مصفحة يستخدمها المسؤولون الكبار في الدولة الفيدرالية، بالإضافة إلى قطعات من الزي العسكري الى جانب إعادة تأهيل مكاتب لقوات خفر السواحل.

كما أدرجت دولة الإمارات العربية المتحدة حركة الشباب المرتبطة  في قائمة الإرهاب وأعلنت الحرب ضدها، مما عزز حسن العلاقات في مجال مكافحة الإرهاب بينها وبين جمهورية الصومال التي تخوض معارك عنيفة ضد الشباب.

وفي المجال الصحي، فإن الإمارات عملت على تأهيل المستشفى الميداني بمديرية حي عبد العزيز بالعاصمة مقديشو والذي يستقبل يوميا أكثر من 200 مصاب يتلقون العلاج اللازم مجانا بالإضافة إلى استقبال المرضى لإيوائهم وتقديمهم للرعاية الصحية المركزة.

وتعتبر الإمارات من أوائل الدول العربية التي هبت لنجدة الشعب الصومالي المنكوب.. كما أن مؤسساتها الإغاثية نفذت مشاريع إنسانية مكثفة منذ سقوط الحكومة المركزية بداية تسعينيات القرن الماضي وقامت بالفعل بحفر آبار ارتوازية في عدد من المدن الصومالية بالإضافة إلى تقديم مواد غذائية للأسر الفقيرة والمحتاجة في المناطق المتضررة.

وفي سنوات الفترة الأولى للرئيس حسن شيخ محمود  قام الفريق الإماراتي لدى السفارة الإماراتية في مقديشو بمشاريع مختلفة تتمثل في إغاثة معسكرات النازحين وإفطارهم في شهر رمضان في كل من العاصمة مقديشو ومناطق شبيلي السفلى والوسطى بالإضافة إلى المساهمة الكبيرة في تسليم مساعدات غذائية لوزارة الداخلية والتي أوصلت هذه السلات إلى المناطق المحررة من أيدي متمردي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وفي مجال إعادة الإعمار والاستثمار .. فإن دولة الإمارات العربية شاركت في العام 2013 بفعالية في المؤتمر الدولي حول إعادة إعمار الصومال وتعهدت بتقديم 50 مليون دولار لدعم البنية التحتية لجمهورية الصومال الفيدرالية. وبالفعل شرعت الإمارات في إعادة الإعمار حيث قامت بترميم القصر الرئاسي «فيلا صوماليا» الذي تعرض لهجوم إرهابي نفذته مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة بالإضافة إلى بناء شارع القصر وإعادة بناء مرافق حكومية. وفيما يتعلق بالاستثمار أوضح فخامة رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تقف دائما بجانب الصوماليين حيث تنوي استثمارات ضخمة تتمثل في المشاريع الزراعية وقنوات الري وخلق فرص وظائف لعديد من العاطلين عن العمل.

وفي السبت الماضي، أعلنت الصومال مقتل ضباط إماراتيين مشاركين في إعادة بناء الجيش الصومالي،”، إثر هجوم إرهابي في العاصمة مقديشو.

جاء ذلك بحسب ما ذكره الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، “خلال زيارة المستشفى التي استقبلت الجرحى من الضباط الإماراتيين الذين أصيبوا في الهجوم الإرهابي على معسكر الجنرال غورد”،. وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية (صونا)، دون تفاصيل.

وبعد يوم من الحادث، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، استشهاد 3 من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية بعد تعرضهم لعمل إرهابي في الصومال.

وقالت وزارة الدفاع الإماراتية في منشور على حسابها في “إكس”: ” تعلن وزارة الدفاع عن استشهاد 3 من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين وإصابة 2 آخرين إثر تعرضهم لعمل إرهابي في جمهورية الصومال الشقيقة”.

إلى ذلك قدّم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قدم تعازيه إلى دولة الإمارات، في استشهاد الضباط الإماراتيين، في «العملية الإرهابية الشنيعة» التي وقعت في العاصمة مقديشو.

وقال الرئيس الصومالي: ” تعازينا لحكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة في استشهاد الجنود في الهجوم الإرهابي في مقديشو. هؤلاء الضباط جاؤوا إلى بلادنا للمشاركة في إعادة بناء القوات المسلحة الصومالية”.

وأدان الرئيس حسن شيخ محمود بشدة هذا العمل الذي أودى بحياة هؤلاء الضباط «الذين كرسوا وقتهم من أجل الشعب والحكومة الصومالية»، داعيا الجهات المعنية إلى التحقيق فورا في هذا الحادث.

وفي النهاية، أشار بيان الإمارات إلى أن حكومة أبوظبي تواصل التسنيق والتعاون في التحقيق بشأن العمل الإرهابي الآثم.