مقديشو في30 يونيو/ استعاد مقاتلو حركة الشباب، عدة بلدات كانت بحوزتهم، قبل أن ينتزع منها الجيش بالتعاون مع المقاومة الشعبية في الأشهر الماضية.
وكان رئيس الدولة حسن شيخ محمود، صرّح مؤخرا وفي مناسبة 26 يونيو ذكرى استقلال المحافظات الشمالية ، أنه لا رجعة من اليوم فصاعدا لحركة الشباب وخطورتها على المناطق المحررة من قبضتها في ولاية غلمدغ الإقليمية، علما أن الرئيس بذل قصارى جهده خلال العامين الماضين، للقضاء على المقاتلين، ووجّه فعلا، قوى الجيش والمقاومة الشعبية نحو المناطق التي تسيطر عليها الحركة في ولايتي هيرشبيلي، وغلمدغ، معلنا في عدة مناسبات مختلفة، انتصار الدولة ضد الشباب، وتقويض شوكتهم في كل المعارك التي جرت في نهاية 2022، وحتى منتصف عام 2023م، ويومها تمركز الرئيس في مدينة ” طوسمريب” ليكثف جهود الحكومة لاستئصال شأفة المسلحين، ولكن عند عودته إلى العاصمة مقديشو، وانشغاله بمهام تعديل الدستور، وقضايا الأزمة البحرية الناجمة عن توقيع أديس أبابا مذكرة تفاهم مع إدارة أرض الصومال في الأول من يناير، بدأ مقاتلوا الشباب استئناف عمليات الكر والفر، وخوض صدامات مسلحة مباشرة مع الجيش في المناطق المحررة، حتى تحقق أخيرا، استعادتهم العديد من البلدات الاستراتيجية في محافظتي غلغدود، ومدغ التابعتين لولاية غلمدغ الإقليمية، دون قتال يذكر، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين.
وكانت الحكومة قد استعادت تلك المناطق المذكورة بشق الأنفس، حيث فقدت من خلالها عددا من الجنود والضباط الذين كانوا يقودون المعارك الميدانية ، بالإضافة إلى خسارة تكاليف من المعدات العسكرية.
وعلمت بوابة الصومال الإخبارية، أن حركة الشباب استردّت منطقة ” غلعد” بإقليم غلغدود التي استعادها الجيش في السادس من يناير لعام 2023م، ومدينة ” عيلبور” في نفس الإقليم لا تزال تحت سيطرة المقاتلين، وعلى الرغم من تواجد الجيش هناك لفترة قصيرة في عملية قادتها قوات ” دنب” التي درّبتها الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في الـ25 من أغسطس لعام 2023م.
وخسر الجيش أيضا، منطقة ” وبحو” على بعد 43 كلم من مدينة ” عيلبور”، حيث استعادتها القوات المسلحة في الـ21 أغسطس في عام 2023، والآن سقطت على أيدي حركة الشباب.
وبلدة ” بُد بُد” ذات المنظر الخلّاب حسب عدسة وسائل الإعلام الرسمية، التي استولى عليها الجيش في الـ15 أغسطس لعام 2023م، تخضع حاليا لسيطرة حركة الشباب.
وتهاوت كلُّ البلدات المحررة، واحدة تلو الأخرى في قبضة مسلحي الشباب، على شاكلة منطقة ” عيل هيل” وهي منطقة استراتيجية في إقليم شبيلي الوسطى، كما أنها إحدى البلدات التي انتزعها الجيش من الحركة في الـ13 يناير لعام 2023م، وهي الآن خاضعة لنفوذ الشباب.
و”شبيلو” هي منطقة أخرى،بإقليم مدغ، آلال مصيرها نفس البلدات السابقة إلى ولايات حركة الشباب، وسقطت على أيدي الجيش في عنفوان القوات المسلحة، والمقاومة الشعبية، وذلك في العاشر من شهر سبتمبر لعام 2023.
وبلدة ” عمارة” بجنوب محافظة ” مدغ” لسوء حظها، احتضنها من جديد مقاتلو الشباب، وكان الجيش قد حرّرها في الـ18 سبتمبر لعام 2023م.
وفي الرابع من يناير 2024 سيطر الجيش على منطقة ” عاد” بمحافظة مدغ ، ولكن تبعت أخواتها وهي تابعة حاليا لنفوذ الشباب.”
كما فقد الجيش بلدة قريبة من ” عاد ” وهي منطقة ” جيح جيح” تقع في موقع مرتفع ويقال إن من يسيطر عليها، يتحكم مباشرة في منطقة ” عاد”.
ومنطقة ” عوسويني” استعادها الجيش من حركة الشباب، وكانت منطقة تعرّض فيها الجنود لخسائر مادية وبشرية، كما قتل فيها العديد من الضباط الميدانيين، ويذكر أن هذه النكسة للجيش، أحد أسباب توقف العمليات العسكرية.
وفي 22 أغسطس 2023 أنشأت القوات الحكومية، القاعدة، لكنها أصبحت بعد الهجوم مقراً لتنظيم حركة الشباب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حركة الشباب صعّدت هجماتها المستمرة ضد المناطق التي تسيطرها الحكومة، حيث لا تزال تنشط في المناطق الريفية.
ويرى محللون أمنيون، أن الحكومة وصلت إلى مرحلة اقتنعت فيها، بوجوب معالجة قضية حركة الشباب عبر الحوار، وقد عزز هذه القضية قول الرئيس، للمرة الأولى، علناً أن الحكومة مستعدة للقيام بذلك الحوار وينتظر أن تكون حركة الشباب، جاهزة فقط.
وقال الرئيس حسن الذي ألقى كلمة منتصف يونيو/حزيران الماضي في منتدى “أوسلو” بالنرويج :” نعتقد أن نهاية حركة الشباب هي التفاوض. متى؟ عندما يكونون جاهزين. كنا مستعدين بالأمس وأول من أمس، ولكننا لا نزال نأمل أن يكونوا جاهزين. وعندما يكونون مستعدين، سندخل في المفاوضات”.
لم تكن مواجهة الحكومة، ضد حركة الشباب، خطة مُحكمّة في بدايتها، بيد أنها رأت فرصة سانحة عندما بدأ ثوار من إقليم ” هيران” ، شرارة المعارك التي أصبح من خلالها الجيش مجبرا على مواصلة العمليات العسكرية، ولكن بعد عامين، هل ستستأنف حكومة حسن شيخ الحرب، أم أن الطريق الوحيد المفتوح هو الحورار ؟.