مقديشو 08 سبتمبر/ يتهم الادعاء الصومالي، أربعة أشخاص بالانتماء إلى حركة الشباب المسلحة، والمشاركة في تخطيط هجمات إرهابية ضد مناطق ” أرض الصومال ” الانفصالية، التي تتمتع نسبيا بسلام واستقرار، مقارنة بأجزاء أخرى من باقي البلاد.
وذكر الإدعاء عند مثول الأربعة إلى المحكمة العسكرية المخولة لتجريم المواليين للجماعات المسلحة، أن المتهمين الأربعة ينحدرون من أرض الصومال ، كما أن جلسة بالمحكمة الابتدائية أشار فيه الادعاء إلى أن الموقوفين يتورطون في زعزعة مدينتي ” هرغيسا”، و” برعو”، والمناطق الأخرى للمحافظات الشمالية.
وعرض الادعاء، سيرا موجزة للمتهمين ، مشيرا إلى أن جبريل حسن ديريي عغال، هو من سكان ” هرغيسا”، وتلقي، تعليمه المبكر، هناك، قبل أن يسافر إلى الصومال في عام 2020 للانضمام إلى حركة الشباب. وبعد إكمال التدريب العسكري في مدينة ” جيلب” بمحافظة جوبا الوسطى، و شارك في العديد من العمليات في جنوب الصومال، وأضاف أن المتهم الآخر يدعى عبد الوهاب طيغ إسماعيل أحمد، التحق بالحركة في أواخر عام 2023 بعد تجنيده في أرض الصومال، ثم سافر إلى مقديشو وإقليم شبيلي السفلى، حيث روج بنشاط للإيديولوجيات المتطرفة، مما أدى إلى تعزيز أجندة حركة الشباب.
وتناول الادعاء، المتهم الثالث وهو خالد حسن فارح، عمل كمدرس سابق في برعو أصبح متطرفًا على يد الجماعة المسلحة. وبحسب ما ورد حصل على 100 دولار من حركة الشباب لنشر وجهات نظر متطرفة بين الشباب في مسقط رأسه.
وأكد أن المشتبه الرابع عبد الكريم إبراهيم علمي،( 55 عاما)، والذي تربطه علاقات بألمانيا وأرض الصومال، بالخضوع لتدريب عسكري في مدينة ” جلب” . ويزعم المدعون أنه عاد إلى أرض الصومال بهدف إثارة العنف في بوراو، وهي مدينة معروفة بسلامها.
وكانت المحكمة استعمت إلى كل من عرائض الادعاء، ومحامي الدفاع، حيث تقرر إصدار حكمها قريبا، وفي حالة إدانتهم يواجه المشتبه بهم عقوبات شديدة بموجب القوانين العسكرية الصومالية، التي تعاقب بشدة على التورط في أنشطة إرهابية.
وأشعلت المحاكمة مناقشات حول وجود الجماعات المتطرفة في أرض الصومال، والتي ظلت إلى حد كبير بمنأى عن العنف الذي ابتلي به أجزاء أخرى من الصومال.
فيلم وثائقي للتلفزيون الرسمي يثير جدلا
بالإضافة إلى إجراءات قاعة المحكمة ، استحوذ فيلم وثائقي مدته 26 دقيقة بثته قناة التلفزيون الرسمي على انتباه الجمهورية وانتشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
يغطي الفيلم الوثائقي، الذي يقدم رواية مفصلة للمحاكمة، استراتيجيات محامي الدفاع، وأسئلة المدعين، وشهادات المتهمين.
وانجذب المشاهدون بشكل خاص إلى القصص الشخصية للمشتبه بهم، حيث قدموا رؤى مفاجئة عن حياتهم قبل الانضمام إلى حركة الشباب.
وكشف المتهمون عن مهنهم السابقة وكشفوا أيضا عن تفاصيل صادمة حول خططهم لتنفيذ هجمات في أرض الصومال. وقد أثارت شهاداتهم، التي تناقضت مع الرواية الشائعة المحيطة بمجندي حركة الشباب، جدلاً عامًا واسع النطاق.
وقد أدى انتشار الفيلم الوثائقي على نطاق واسع إلى التأثير على الرأي العام وزيادة الوعي بشأن التهديد المستمر للتطرف، حتى في أرض الصومال.
وقد أدت كشفات المشتبه بهم إلى تأجيج المناقشات حول كيفية استمرار الجماعات المتطرفة مثل حركة الشباب في تجنيد الأشخاص والعمل داخل أرض الصومال، وهي المنطقة التي كانت تعتبر آمنة في السابق.
ومع تقدم المحاكمة، يستمر تأثير الفيلم الوثائقي في تشكيل الخطاب العام في الصومال، حيث يتساءل الكثيرون الآن عن المدى الحقيقي لنفوذ حركة الشباب والتهديد المحتمل الذي تشكله لاستقرار أرض الصومال.