مقديشو 13 أكتوبر/سمع ليلة أول أمس السبت، إطلاق نار كثيف بالقرب من القصر الرئاسي في منتصف الليل، حيث قيل إن تلك المجريات كانت فقط بمثابة إظهار الفرح لاحتفالية ذكرى التأسيس.
وقبل أيام قليلة في الخامس من شهر أكتوبر الجاري، كانت ذكرى ولاية هيرشبيلي التي تكون حاليا كلا من إقليمي شبيلي الوسطى، وهيران، وبالمقابل، خرجت أغان مؤيدة لإدارة “هيران إستيت” كما انتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيق ” تيك توك”.
إقليم هيران.
تقع محافظة ” هيران ” بوسط البلاد، حيث يحدها كل من أقاليم شبيلي الوسطى، وبكول، وغلغدود، والإقليم الصومالي بإثيوبيا، وهيران، محافظة زراعية تتمتع أيضا بالثروة الحيوانية.
وكانت من إحدى الأقاليم الست في البلاد، قبل عام 1960، كما كانت من بين 8 محافظات للدولة بعد الستينات من القرن الماضي.
ويعتبر إقليم هيران، منطقة حيوية تقع في موقع استراتيجي يربط بين الأقاليم الجنوبية والشمالية بالبلاد، كما ولد فيها العديد من السياسيين ورؤساء البلاد، وعلى رأسهم أول رئيس للدولة الصومالية وهو آدم عبد الله عثمان، الذي ولد في عام 1908 بمنطقة ” جويل” بالإقليم، كما ولد الرئيس الحالي حسن شيخ محمود في مدينة ” جللقسي ” في عام 1955م.
وبعد الانهيار، كان للإقليم إدارة على أساس النظام القبلي، وأطلق عليها لفترة وجيزة اسم “إدارة منطقة هيران” أثناء تشكيل الحكومة الصومالية الانتقالية.
في 23 مايو 2010، تبنّت إدارة إقليم هيران” نظاما سياسيا ، كما ظهر إعلانه في أوساط المجتمع، بالإضافة إلى تحسين المجال التعليمي، وترحيب السكان المحليين بالولاية الجديدة.
وكان الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، أصدر مرسوما في الـ23 يوليو 2012 لتقسيم هيران إلى إقليمين، وهما إقليم شبيلي العليا، وعاصمته ” بولا برتي” وهيران، وعاصمتها “بلدوين”.
وفي الخامس من أكتوبر 2016، قامت الحكومة الصومالية بتشكيل ولاية إقليمية تدعى ” ولاية هيرشبيلي” مما أدى إلى إدارج ” هيران ” قسرا تحت عباءة الولاية الجديدة وفق ادعاءات السكان، وعلى الرغم من مقاطقة وجهاء أعيان الإقليم، إلا أن قادة القصر الرئاسي، جعلوا علي عبد الله عسبيلي المنحدر من هيران، على رأس الولاية الجديدة.
ووفقا لمحللين، لم يتم الاتفاق على عديد من المحاور بين الإقليمين ” هيران ” و” شبيلي الوسطى” ، وأولها مهمة تحديد مصير العاصمة، حيث لاتزال مدينة ” جوهر” حاضرة إقليم شبيلي الوسطى، وتحديد من يكون رئيس الإقليم، ضمن كبريات القبائل القاطنة هناك.
وعند ما أعيد انتخاب حسن شيخ محمود، رئيسا للبلاد في الـ15 مايو 2022، بدأ السكان المحليون، تمردا شرسا ضد مقاتلي حركة الشباب، ونجحوا فعلا في تحرير شرق الإقليم وأجزاء آخرى، وتم إطلاقهم مسلحي ” معويسلي” وهم عبارة عن حشد قبلي تمكن من رفع الظلم المفروض على قراهم.
وأثناء الانتفاضة ضد حركة الشباب، ظهر محافظ إقليم هيران علي جيتي عثمان، بقوة أمام وسائل الإعلام، وهو يقود معارك ضروسة أمام الشباب، ولكنه تصادم مع قادة ولاية ” هيرشبيلي” بخصوص الإدارة المالية بالإقليم، وقاموا بإقالته من المنصب، بيد أن جيتي رفض.
وبعد أسبوع وفي الـ25 يوليو 2023، أعلن السكان المحليون عن انتخابهم علي جيتي عثمان رئيسا لولاية ” هيران” الذي أصدر بدوه تعليمات من أجل الاعتماد على الذات، ومنع مسؤولي هيرشبيلي، الدخول إلى الولاية الجديدة المعلنة.
وفي الـ29 أكتوبر، 2023، عين رئيس الدولة حسن شيخ محمود، علي جيتي عثمان، مديرا لمكتبه لشؤون المقاتلين المحليين، ومن ثم توقفت المعارك الحربية ضد الشباب، وجرت مصادمات مسلحة بين ولاية ” هيران”، وولاية هيرشبيلي.
وبصرف النظر عن مدينة بلدوين المشتركة إداريا بين إدارة هيران ، وولاية هيرشابيل، يحظى شرق الإقليم بدعم كبير من قبل الإدارة الجديدة ” ، في حين تسيطر حركة الشباب على معظم غرب الإقليم.