مقديشو (بوابة الصومال) – ظهرت لوحة فنية مؤثرة للفنان الصومالي آدن أفي تكريمًا لمقاتلي “معويسلي”، وهم جزء محوري من المعركة المستمرة التي تخوضها الصومال ضد حركة الشباب.
الفنان المعروف برسوماته الإبداعية عن القضايا الوطنية، قدّم عملاً فنيًا مذهلاً يُجسد الصمود والوحدة والتفاني الذي يظهره الشعب الصومالي في الدفاع عن وطنه.
تصوّر لوحة عافي نمرين في هيئة جنود، كرمز للدور العسكري في الدفاع عن الوطن. يرتدي أحد النمرين الزي التقليدي الصومالي ال“معويس”، بينما يرتدي الآخر الزي العسكري، في تجسيد رمزي لدمج التراث الصومالي مع القوات العسكرية الحديثة.
هذا التصوير المزدوج يُبرز مساهمة مقاتلي “معويسلي” المحليين إلى جانب الجيش الوطني. فـ”المعويس”، وهو زي تقليدي، يكتسب في هذه اللوحة دلالة جديدة، حيث يُمثل الفخر الثقافي والإرادة القتالية في آنٍ واحد.
ويقول أفي عن رؤيته لقوات “معويسلي”: “الفن هو طريقتي لتكريم الأبطال الصامتين الذين يقاتلون من أجل وطننا. قد لا يرتدون الزي الرسمي، لكن شجاعتهم وتضحيتهم تستحق أن تُخلد.” ويؤكد أن هؤلاء الأبطال، رغم غياب الألقاب العسكرية الرسمية عنهم، يقفون بثبات لحماية سيادة الصومال. ويضيف: “يمثل مقاتلو معويسلي قلب وروح الصومال – يأتون من خلفيات متواضعة، لكن شجاعتهم عظيمة. هذه اللوحة هي تحية لبطولتهم الصامتة.”
واختار الفنان النمر كرمز للقوة والشجاعة، وهو ما يعكس الشجاعة الهائلة التي أظهرها مقاتلو معويسلي في الدفاع عن الصومال ضد تهديد حركة الشباب. لكن ما يميز هذا العمل الفني حقًا هو تضمينه لأشخاص عاديين مثل مقاتلي معويسلي، الذين وإن لم يكونوا ضمن القوات النظامية، استجابوا لنداء الوطن. ويقول: “من خلال هذه اللوحة، أردت أن أُظهر أن قوة الصومال لا تكمن فقط في جيشها، بل في شعبها، فمقاتلو معويسلي يقفون جنبًا إلى جنب مع الجيش الوطني دفاعًا عن مستقبلنا.”
تُعرض اللوحة على خلفية غروب الشمس، كرمز للصمود بعد يوم طويل من القتال. ويُصوَّر مقاتل معويسلي وهو يستريح تحت شجرة “عوبار”، وهي من معالم منطقة بلدوين. ويُوظّف أفي هذا الرمز بشكل رمزي، مشيرًا إلى أن شجرة “عوبار” انقرضت، في انعكاس لتراجع مناطق كانت سابقًا تحت سيطرة حركة الشباب. ويظهر علم الحركة بشكل خافت في المشهد، مقابل جمال الطبيعة الصومالية، في تجسيد للصراع الدائم بين السلام والإرهاب.
عمل أفي لا يُعد مجرد تمثيل بصري، بل هو أيضًا تعبير عن الهوية والوحدة الصومالية في مواجهة المحن. ويقول: “هناك رابط بيني مقاتلي معويسلي ، من الهوية الصومالية والكفاح المشترك. كل ما أطمح لتحقيقه، يسعون هم أيضًا إليه. هذا ما يجمعنا، إضافة إلى هدفنا المشترك في إحلال السلام.”
واستخدام الألوان في اللوحة جاء مقصودًا بدقة. فالألوان الذهبية لغروب الشمس توحي بالسلام والحسم، بينما قد تُعبّر الألوان المتباينة عن النضال أو سكون الليل، بحسب رؤية المتلقي. ويشدد عافي على ضرورة احترام الألوان، خاصة عند تصوير الرموز الوطنية، قائلاً: “النمر في لوحتي ليس مجرد رمز للقوة، بل هو انعكاس لقوة معويسلي – من يقاتل من أجل السلام، ومن أجل وطنه، ومن أجل الأجيال القادمة.”
هذا العمل يتجاوز حدود الفن؛ فهو تعليق ثقافي ورسالة تذكير بدور مقاتلي معويسلي في النضال المتواصل من أجل السلام والاستقرار في الصومال. ورسالة أفي واضحة: تخليد مقاتلي معويسلي كأبطال وطنيين يقفون إلى جانب الجيش الوطني الصومالي. ويقول: “حين نتحدث عن الدفاع الوطني، كثيرًا ما ننسى المحاربين المجهولين الذين لا يتقاضون رواتب، لكنهم يحملون على عاتقهم مستقبل الصومال. معويسلي هم شريان هذه الأمة، وهذه اللوحة تسرد قصتهم.”
وفي ظل المتغيرات، يدعو الفنان إلى الاعتراف الكامل بهؤلاء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية مستقبل الصومال.