مستشار الأمن القومي الصومالي السابق يحذر من الموقف التوسعي لإثيوبيا في القرن الإفريقي.

مقديشو (بوابة الصومال) – حذر حسين شيخ علي، المستشار السابق للأمن القومي الصومالي، من أن الطموحات المتزايدة لإثيوبيا في القرن الأفريقي تمثل استمرارًا لموقفها “الإمبراطوري” التاريخي، مما يثير القلق بشأن سيادة الصومال واستقرار المنطقة.

وفي مقال نشر يوم الأربعاء، ربط حسين مذكرة التفاهم المثيرة للجدل بين إثيوبيا وصوماليلاند لعام 2024 باستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إبراز هيمنة إثيوبيا خارج حدودها.
وأوضح أنه بينما لم تعد إثيوبيا تسعى للتوسع الإقليمي عبر الغزو العسكري، فقد تحولت إلى المناورات السياسية والضغط الاقتصادي والتحالفات الخارجية.

وقال حسين: “في يناير 2024، كادت إثيوبيا أن تقوض سيادة الصومال دون إطلاق رصاصة واحدة. مجرد توقيع مذكرة تفاهم مع صوماليلاند – التي تم تعليقها الآن – كشف استعداد أديس أبابا لإعادة رسم الخريطة السياسية للقرن الأفريقي، وعجز مقديشو عن مواجهتها”.

وأشار المستشار السابق إلى أن رد الفعل المؤسسي الضعيف للصومال تجاه مذكرة التفاهم يبرز هشاشته، محذرًا من أن إثيوبيا أتقنت فن استغلال الانقسامات الداخلية في البلاد. وأضاف أن إثيوبيا تستمر في تقديم نفسها كقوة مستقرة، بينما تقوض في الوقت ذاته سلامة أراضي جيرانها.

وتجاوزًا للصومال، لفت حسين الانتباه إلى المخاطر التي تواجه جيبوتي وإريتريا، محذرًا من أن سعي إثيوبيا للوصول إلى موانئ البحر الأحمر قد يقلل من النفوذ الاقتصادي لجيبوتي ويزيد المخاوف الأمنية لإريتريا، ما يهدد الاستقرار الإقليمي بشكل أوسع.

واختتم قائلاً إن الصومال، بدون تعزيز الحكم والوحدة، يظل معرضًا للخطر بشكل كبير، مضيفًا: “الصومال يشتكي؛ بينما إثيوبيا تضع خططها”. الخطر ليس فقط أن يخسر الصومال أراضيه، بل أن يصبح هذا الخسارة قاعدة مقبولة على المستوى الإقليمي”.

وتجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا وقعت مذكرة تفاهم مثيرة للجدل مع صوماليلاند في يناير 2024، عرضت فيها إمكانية الوصول إلى الموانئ مقابل الاعتراف المحتمل باستقلال صوماليلاند. وقد أثار هذا التحرك غضب مقديشو، التي اعتبرت الاتفاق انتهاكًا لسيادة البلاد.
ورغم توقف تنفيذ الاتفاق، فقد كشف عن اضطراب القدرة الدبلوماسية للصومال وأبرز الطموحات الإقليمية المتزايدة لإثيوبيا.