تطبيق “TARAN” يسعى لجسر الفجوة في أنظمة تحويل الأموال بالصومال

مقديشو ( بوابة الصومال)– في بلد تُجرى فيه معظم المعاملات عبر الهاتف بدلاً من المحفظة، تُعد الأموال المحمولة شريان حياة أساسي. فهي تُستخدم لدفع ثمن المواد الغذائية والرسوم الدراسية والمواصلات وزيارات المستشفيات، وفي كثير من الأحيان تحل محل البنوك بالكامل.

مستخدم لتطبيق Taran في الصومال يقوم بتبسيط عمليات تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول من خلال الوصول إلى خدمات متعددة عبر منصة واحدة.

لكن نقطة الضعف الكبرى ظلت لسنوات هي أن كل مزوّد خدمة يخدم مستخدميه فقط. هذه التجزئة هي ما يسعى تطبيق “TARAN”، الذي أطلقته شركة يسكي الصومالية في يوليو 2024، إلى معالجته. فالمنصة تربط بين خدمات كانت منفصلة مثل إي.في.سي (EVC) وإي دهب (eDahab) وبريميير واليت (Premier Wallet)، كما توسّع الروابط لتشمل إم-بيسا (M-Pesa) في كينيا وإم.تي.إن موبايل موني (MTN Mobile Money) في أوغندا.

وقال المدير العام للشركة بيلي أحمد: “هذا الابتكار يقدم حلاً طال انتظاره للعملاء الذين ظلوا محصورين داخل شبكات منفصلة.”

مصطفى عبد الله موسى، مستشار التحول الرقمي بمكتب رئيس الوزراء

التعايش مع الفجوات

لأعوام، اضطر الصوماليون إلى حمل عدة شرائح هاتفية أو فتح حسابات مختلفة لتحويل الأموال. الشركات بدورها فتحت محافظ متعددة لخدمة عملائها، فيما وجد المستخدمون العاديون صعوبة في إرسال الأموال إلى أقارب يستخدمون شبكة مختلفة.

وأوضح مصطفى عبد الله موسى، مستشار التحول الرقمي بمكتب رئيس الوزراء: “هذا الافتقار إلى التكامل قلّل الكفاءة وحدّ من الإمكانات الاقتصادية للبلاد.”

أمين قروايني، اختصاصي الجلدية في مقديشو

ارتياح المستخدمين

بالنسبة للطبيب أمين قروايني، اختصاصي الجلدية في مقديشو، فإن التطبيق الجديد أقرب إلى “راحة” من مجرد ترقية تقنية. وقال: “كان عملاؤنا يدفعون عبر بنوك مختلفة، وكان التوفيق بين الحسابات يستغرق وقتاً طويلاً. أما الآن فمع تطبيق تران نُوحِّد الأموال في مكان واحد ونوفّر وقتاً ثميناً.”

ويرى المستخدمون الشباب أنه يمنحهم حرية أكبر. وقال عبد الرحمن عدو، أحد سكان مقديشو، إنه لم يعد بحاجة إلى حمل عدة شرائح هاتفية: “مع تران أستطيع الوصول بسهولة إلى أموالي وتحويلها إلى النوع الذي أريده، سواء كانت في بنك أو محفظة إلكترونية.”

شخص صومالي يتحدث عبر هاتف محمول في الهواء الطلق، مما يعكس أهمية الاتصال عبر الهاتف المحمول في الحياة اليومية

ما وراء التكنولوجيا

يُعد الاقتصاد الصومالي من الأكثر اعتماداً على الأموال المحمولة في العالم، إذ يستخدمها أكثر من خمسة ملايين شخص. لكن الخبراء يحذّرون من أن الابتكار التقني وحده لا يكفي. وقال موسى: “من دون تنظيم، تبقى مخاطر الاحتيال والرسوم غير العادلة وانتهاكات الخصوصية قائمة.”

حتى قيادة شركة يسكي تعترف بالقيود. وقال أحمد: “تطبيق تران لا يستطيع أن يحقق كل شيء بمفرده. نحن بحاجة إلى تنظيم حكومي، وأطر قانونية واضحة بشأن الترابط، وآليات عادلة للرسوم وحماية البيانات.”

الطريق إلى الأمام

يمثل تطبيق “تَران” حالياً وعداً بالابتكار المحلي: أداة صُممت لتسهيل الحياة اليومية في أحد أكثر الأنظمة المالية تجزئة في العالم. لكن ما إذا كان هذا الوعد سيتحول إلى استقرار مالي أوسع سيعتمد أقل على التكنولوجيا وأكثر على التعاون بين شركات التقنية ومشغلي الاتصالات والمؤسسات الحكومية الناشئة في الصومال.